من نحن

كيف يختار روجر ديكنز عدسة محددة لتصوير كل لقطة في أفلامه

2021 » August » 6كيف يختار روجر ديكنز عدسة محددة لتصوير كل لقطة في أفلامه بعض المواقع التي ستفيدك إذا رغبت في السفر والعمل والتصوير في أوروبا.. روابط مباشرة ومعلومات

Total online: 1

Guests: 1

Users: 0

شاهد الفيلم المغربي كلام الصحراء من إخراج داوود أولاد السيد.. روابط مباشرة مشاهدة مجانية

اختيار عدسة معينة لتصوير لقطة ما يبدو أمرا محيرا للغاية بالنسبة للمبتدئين، وقد لا يعني أهمية كبيرة بالنسبة للهواة الذين لم يدرسوا التصوير، ويعتقدون أن أفضل عدسة هي العدسة المتاحة لهم، بالنسبة للمحترفين المتخصصين أيضا قد يكون هذا خيارهم، أو نصيحتهم للهواة، صور بالعدسة التي تملكها حتى تمتلك القدرة لشراء عدسة أخرى، ليس ذلك لأن اختلاف العدسة لا يعني شيئا بالنسبة للمحترفين أيضا، لكن لأنهم يدركون أنك لا يجب أن تتوقف عن التصوير لأن معدة ما (أي معدة) غير متوافرة لك.

لكن لنحسم الأمر علينا أن نتصور رساما لا يملك إلا قلم رصاص، هل سيتوقف عن الرسم حتى تتوفر له مجموعة ألوان من أجود الخامات وأكثرها تنوعا؟!

الإجابة طبعا لا، وهي كذلك بالنسبة للمصور، سواء كان مصورا فوتوغرافيا أو سينمائيا أو تليفزيونيا، سواء كان هاويا أو محترفا، سيبقى دائما لديه فرصة للإبداع باستخدام إمكانياته المتاحة، ونعرف أن أفلاما كاملة صورت بعدسة واحدة، وقد يكون ذلك اختيارا فنيا، وليس بسبب (نقص الإمكانيات)، وقد يكون مدهشا أن تعرف أن فيلما عالميا حاز جوائز المهرجانات وأيضا إعجاب الجمهور، واستحوذ على إيرادات شباك التذاكر، ومازال يحقق أعلى نسب مشاهدة على منصات المشاهدة وهو فيلم (1917)، هذا الفيلم تم تصويره بعدسة واحدة هي عدسة 40 مللي، والسبب في ذلك أولا أن الفيلم صور وكأنه لقطة واحدة طويلة One Shot (للدقة نقول كأنه، لأن الفيلم في الواقع صور في لقطات طويلة كل منها 9 دقائق، وتم تصويره ودمج اللقطات بدقة حتى يتصور المشاهد أنه صور مرة واحدة في لقطة طويلة، وكان ذلك تصور المخرج سام منديس في البداية، لكن مدير التصوير روجر ديكنز كان له القرار النهائي بتقسيم اللقطة التي تخيلها المخرج إلى لقطات مشهدية متتالية، ثم دمجها معا، ولذلك تم التصوير بعدسة 40مم لجميع اللقطات للحفاظ على دقة التوازن المنظوري، ولكي لا تحدث صدمة للمشاهد عند القطع)، وثانيا أراد مدير التصوير روجر ديكنز أن تكون اللقطة واسعة نوعا ما، وفي نفس الوقت لم يرد أن يكشف الخلفية كلها، وهو أمر قد يفسد فكرة أن التصوير في موقع واحد، وأيضا كان يريد أن يبقي التركيز على الشخصية الرئيسية، وهو ما ساعدته فيه العدسة ال 40 مم، لأنها عدسة متوسطة الاتساع أوسع نوعا ما من العدسة القياسية (النورمال 50 مم)، تحافظ على العزل أو عمق المجال سواء من خلال المنظور كعدسة واسعة، أو من خلال تدرج الوضوح (الفوكاس) لأنها ليست واسعة جدا.

شاهد شرح روجر ديكنز بالفيديو: اضغط هنا.

لمن لا يعرف روجر ديكنز، إذا كان هناك مهتم بالسينما لا يعرفه بعد؛ يعد ديكنز أحد أهم مديري التصوير حاليا في العالم، اكتسب شهرته الأساسية من اختراعه للاستيديكام، هذا الاختراع الذي نقل الصورة السينمائية نقلة نوعية ضخمة، ومازال تطوير فكرته التي تحولت إلى تنويعات كبيرة من الجمبول هيد والحوامل والروافع وغيرها، والتي تنوعت ماركاتها العالمية، ورغم أنه مازال محتفظا بحقوق ملكية اختراعه، الذي يستخدمه المصورون والمخرجون حول العالم بكثافة، إلا أنه مازال أيضا حتى الأن يصنع الأفلام ويحوز جوائز عالمية لإبداعه كمدير تصوير.

يقدم ديكنز في هذا الشرح المبسط اختصارا لتجربته السينمائية الطويلة في مجال استخدام العدسات المتنوعة، متى وأين ولماذا يستخدم كل عدسة، ويمكن اختصار هذه الخبرة في النقاط التالية:

العدسة الزووم:

كان ديكنز يستخدمها عندما كان يصور أفلاما تسجيلية ضمن سلاسل عرضت في التليفزيون، لكن بعد انتقاله للتصوير الدرامي، أصبح اعتماده على العدسات ثابتة البعد البؤري (الأولية Prime Lenses)، لكنه على حد قوله لا يستغنى أبدا عن تواجد العدسة الزووم في حقيبة عدساته، لأنه قد يستخدمها في وقت ما حينما يحتاج لتغيير حجم اللقطة دون تحريك الكاميرا (وتحريك الكاميرا في السينما ليس شيئا هينا، أحيانا يحتاج لضبط الموقع ككل، الإضاءة والاكسسوار وغير ذلك، مع كل حركة). فعدسة الزووم توفر الوقت والمجهود والمال بشكل رائع، ويمكن استخدامها أيضا بطريقة إبداعية تقلل تأثير الرداءة البصرية (إذا جاز التعبير) التي تجعل المصورين والمخرجون عادة يهربون من استخدامها.