وظائف خالية

قناة العرب .. حالها و حال العرب

ماسبيرو.. الدولة و تليفزيونها
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
يوم السيلفي .. كل عيد و أنتم طيبون

قناة العرب .. حالها و حال العرب
تماماً كما يمكن أن يقال عن المحالِّ المنحوسة في ثقافتنا العربية التي لا يجدي معها تغيير النشاط و لا طلاء الحوائط أو تقاليد رش الماء أمامها بالطلاسم و الأدعية . رغم ذلك تلاحقها « العكوسات » ؛ كذلك يبدو أنه حال قناة العرب .
منذ أمد ليس قريباً و جمهور المهنيين يسمعون و يتابعون و ينتظرون قناة فتية ، حدا الجميعَ الأملُ أنها ستكون مختلفة و مغايرة ، يشي بذلك بعدها عن المقر الرسمي للقنوات الممولة سعودياً في دبي ، أو قنوات الجزيرة و ملاحقها في قطر ، بما هو معروف عن مواقف هذه و تلك المنحازة .
أيضاً ، لا شك أن اسم الأمير السعودي صاحب السمو الأشهر في مجال المال و الأعمال « الوليد بن طلال » بما هو معروف عن استثماراته الضخمة في جميع أنحاء المعمورة ، و خبرة شركاته في مجال الإعلام العربي و الأجنبي ؛ كل ذلك يبشر بكيان إعلامي و إقتصادي محكم البنية عملاق البنيان . أضف إلى ما سبق استقطاب الخبرات و الكوادر الإعلامية و الفنية من بلدان مختلفة و قنوات معروفة لتكتمل كل عناصر النجاح .
ثم ، ماذا؟
تمخض الجبل .
و كان مخاضاً عسيراً تضمن الإعلان أكثر من مرة عن الانطلاق .. ثم يُلغى أو يؤجل .
تضمن الإعلان أكثر من مرة عن نفس الوظائف على فترات متباعدة مما جعل الوسط الإعلامي يتساءل عن السبب : ألم يقدم للوظيفة العدد الكافي لإختيار الشخص المناسب ؟ أم أن القناة لم تجد في المتقدمين كفاءة جديرة للعمل بين طاقمها ؟!
كلا الأمرين مستبعد ؛ فلابد أن قناة كتلك تقدم للعمل بها الآلاف ،لاشك أن فيهم كوادر صالحة ؛ لأن صناعة الإعلام ليست جديدة في الوطن العربي ، إلا إن كانت القناة تطلب مواصفات خارقة لا توجد في الواقع و هو أمر غير مطروح أيضاً و يحيلنا إلى التساؤل التالي : هل كانت القناة تتخلص من العاملين بها بعد فترة من العمل ؟ و ما الذي يدفعها لفعل ذلك ؟ هل لأسباب مهنية .. فقط !!
على كلٍّ ، دعونا من ذلك « خلُّونا في حالنا » و ما قبل انطلاق القناة شأن يخص القائمين عليها، و ربما لم نرغب من قبل أن نتحدث عنه لنفس السبب، من حقهم أن يجربوا .. ينجحون أو يفشلون تلك قضيتهم ، لكن ما يخصنا نحن كجمهور: ما بعد انطلاق القناة.
كنا نود أن لا تخيب آمالنا فيها، ما كنا ننتظر أبداً أن تتوقف القناة بعد ساعات من انطلاقها لأسباب مكشوفة رغم كونها غير معلنة .
طبعاً سارعت القناة بالإعلان أن خللاً هندسياً أدى لتوقف البث، ليتهم لم يذكروا ذلك؛ فحجة الأعطال الهندسية قديمة و اعتدنا تصديرها في القنوات التليفزيونية العربية للتغطية على خلل غالباً يكون في نواحٍ أخرى غير هندسيةإطلاقاً.
اتضحت صحة تلك المخاوف بعدما ظهر من أسباب يبدو أنها سياسية، و واضح أنها تتعلق بالحريات (حرية الظهور للآراء المختلفة على الشاشة)، و أيضاً حرية العمل الصحفي داخل القناة نفسها .
توقف القناة، أو إيقافها، و هو خطأٌ سياسي - لو صح ما تداولته وسائل الإعلام بشأنه - معناه أن القناة التي كانت واعدة لن تنال فرصة متكافئة في الحصول على ثقة الجمهور - على الأقل ليس في زمن قريب - أي أنها ستخرج من المنافسة مع القنوات الأخرى ذات التوجهات و تخيب بذلك آمالنا كجمهور و كمهنيين ليس في القناة فقط و لكن في تحسن فهم سياسيينا للإعلام و التعامل معه و به.
أحمد صلاح الدين طه
٣ فبراير ٢٠١٥

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم