وظائف خالية

اللواء طارق المهدي و أكذوبة ماسبيرو الذي لا يراه أو يسمعه أحد

الحداد لا يكفي، و الفضائيات لا تشفي
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
الباكي و المبكي عليه

 

 









 

  طبعاً غنيٌ عن التعريف.
   أيضاً طلته الكاريزمية وروحه الودودة وتواضعه الجمُّ الذي يتقدم ذكاءً ودقة وحسماً؛ كل ذلك غني عن التعريف، هذا ما سمعته كثيراً ممن تعاملوا معه بشكل مباشر، ولا أنكر أنني بطبعي لا أميل لتصديق ما يبلغني بالسمع، ولا حتى من خلال وسيط بصري، لكنني أجزم الآن أن ما قيل عنه صادق، وبعض الحقيقة ما يذكر في سيرته الطيبة، التي تعطر دائماً أحاديث أبناء ماسبيرو، ودعونا نتذكر أن القليلين جداً هم من يُذكرون بمحاسنهم في أروقة ماسبيرو. هذه حقيقة لا داعٍ لإنكارها، و هي توضح بجلاء ما للرجل من فضل وما يُشهد عنه من إخلاص وتفانٍ وحسن قيادة ما أحوجنا إليها اليوم.

 

  إنه اللواء طارق المهدي الذي تولى زمام ماسبيرو في وقت عصيب، لا في تاريخ ماسبيرو فقط بل في تاريخ الأمة كلها، وكان نعم القائد، لم يغادر ماسبيرو إلا بعدما ترك محبته في كل استوديو، وكل مركز بث، وفي كل مكتب.
 

  قادتنا الظروف الحسنة للقائه، حيث توجهنا نحن فريق برنامج أطيب قلب لتصوير لقاء معه، وما أنسبه من بطل لإحدى حلقات هذا البرنامج.

  عرفنا في لقائه كم يحب المبنى ويفخر به، و هو الذي لم يترك موضعاً إلا وأعلن فيه أن "ماسبيرو أمن قومي" حتى بعد سنوات من مغادرته المبنى لتولي بعض المسؤوليات الأخرى التي كلفته بها الإدارة السياسية، لم يتخل عن المبنى، ومازال يعلنها صدقاً ويقيناً: إن ماسبيرو مؤسسة إعلامية (بكل ما تحمله كلمة مؤسسة من معانٍ) سنخسر كثيراً لو تخلينا عنه أو تجاهلنا دوره.

 

  سألناه في الكواليس –من باب الفضول- عن سبب إيمانه هذا  الذي لا يتزعزع رغم ما يقال عن أن التليفزيون الرسمي لم يعد يشاهده أحد؛ فأجابنا ببساطة أنه رجل عملي، وهو لا يعرف إلا لغة "واحد زائد واحد يساوي اثنين"، لذلك عندما بدأت الحرب ضد المبنى، وقيل نفس هذا الكلام أثناء توليه المسؤولية؛ لجأ إلى تجربة بسيطة، أمر بإذاعة  أغنية لأم كلثوم بين الأخبار، وفي "عز المعمعة" كما يقال؛ فانقلبت الدنيا، وجاءته ردود فعلٍ كثيرة فهم من خلالها  أن ما يقال ليس إلا حرباً موجهة هدفها النيل من عزيمة من داخل المبنى، والقضاء على الصلة بين جماهير الشعب والحكومة التي كان يمثلها باقتدار ماسبيرو على مدى عقودٍ طويلة، ومن هذه اللحظة قرر عدم الالتفات لكل ما يقال، فالسلاح الوحيد الذي يجب الاعتماد عليه في هذه الحرب هو الاستمرار بنفس القدر من الجدية والالتزام والإخلاص.
 

حديث سيادة اللواء طارق المهدي لفت نظرنا للحظات لم نكن ندرك أهميتها في حينها، عندما توقف إرسال إحدى قنوات التليفزيون المصري الرسمي (ماسبيرو)  للحظات أو دقائق معدودة فانقلبت الدنيا، ليس في مصر فقط، بل على مستوى جميع دول العالم المهتمة بالمنطقة. هذا بينما في نفس الفترة تعثرت بعض الفضائيات الخاصة الشهيرة، بل واختفت  تماماً من المشهد دون أن يلاحظ ذلك أحد إلا بعدها بشهور، فلو صح ما كانوا يرسمونه لأنفسهم من أهمية مدعاة، لالتفت أحد لذلك.. الأمر الذي لم يحدث أبداً.
 

  إذاً، أيها الزملاء، لا تسمحوا لادعاءات المبطلين أن تحول دونكم ودون استمرار المسيرة. هذا هو الدرس الذي تعلمته اليوم من سيادة اللواء الذي لن تغيب عني ابتسامته الودودة، قبل أن نغادر مكتبه و هو يسألني:"أخبار الناس في المبنى أيه".

أحمد صلاح الدين طه



 










 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم