وظائف خالية

مهرجان علي الحجار

قراءة.. بدون أدب
Total online: 2
Guests: 2
Users: 0
فضفضة مصورين.. ليس إلا

مهرجان علي الحجار
 

  المهرجانات، واحدة من الكلمات التي ابتذلت حتى أصبح معناها مشوشاً، باهتاً، ناقصاً إلى أبعد الحدود، صارت لقباً فجاً لعالمٍ صاخب: مهرجان، "ألقاب مملكة في غير موضعها" كما قيل قديماً.. اسم مهرجان كان يطلق على عالم البهجة، ومنتدى السعادة، ثم صار لقباً لأكثر شعاب الغناء إزعاجاً.. ضجيجٌ يليق بتغييب العقول، ونزيفٌ يفضي إلى موت المشاعر.. رَوشة، ومن خيبتهم اعتبروها: "رِوشة".
  بالأمس القريب كان مهرجانٌ حقيقي.. احتفالُ بهجةٍ، وتكريمٌ لجمهور الفن الراقي قبل أن يكون تكريماً لفنان على مشوار عطائه.. حفل بدار الأوبرا أقامته وزارة الثقافة لتقديم ما اعتبرته تكريماً لعلي الحجار، فكان بدلاً عن ذلك احتفاء بتاريخ طويل.. زمن وأحداث، أصوات، وأنغام، وكلمات لطالما دغدغت المشاعر، وألهبت الحماس.. واقتفت أثر الحب، وميراث التارخ، وتقاليد الثورة.
  غنى علي الحجار في ليلته الكبيرة، فاحتفى بجمهوره، قبل احتفال جمهوره به.. الجمهور الذي ملأ المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. جميع المقاعد، وكل الأدوار مكتظة بالفارين.. هروب جماعي إلى نقاء المشاعر، وبراءة الآذان، ولهفة المحبين.. الكل جاء يسمع ويستمتع.. لا تستطيع أن تحصر الجمهور في عمر معين، وإن كان للكبار الأغلبية، ربما لأنهم الرواد المعتادين للمسرح الكبير الذين يستطيعون دفع أكثر من ستمائة جنيه سعراً لتذكرة واحدة في الصفوف المتقدمة، لكن ذلك لم يمنع شباباً قدموا وأخذوا مقاعدهم في أطراف القاعة مستمتعين بأغانٍ ربما كلها أذيعت وذاعت قبل أن يولدوا، لكن الفن الأصيل يعيش، ويصل إلى القلب مهما حاول الصخب تغييبه.
  كانت المائدة العامرة لا ينقصها الحلو، أغنيات رائعة من أجمل ما سمعناه في تترات المسلسلات، بمصاحبة المطربة التي اشتاق الجمهور كثيراً إليها: حنان ماضي. غنت، وعادت فأعادت، وأرادت أن تنصرف بعد نهاية فقراتها، لكن الجمهور أعادها، ليستمتع بمصاحبتها لفناننا الكبير.
  وأخيراً كان مشهد الختام أسطورياً، الجمهور يستعيد الأغاني، ويطلب ما يشاء، فكأنها جلسة عائلية.. حتى أن الفنان يضطر إلى الإعادة مرة، والاعتذار أخرى لأن أغنية ما لم تستعد لها الفرقة.. لكن الحماس وصل أقصاه مع أغنيات عتيقة لكنها كالعقيقة تقدَم فتزداد حلاوة.. تاريخ أعيد غنائياً بدءاً بعدى النهار ولا نهاية برايحين "رايحين شايلين في إيدنا سلاح.. راجعين رافعين رايات النصر.. سالمين حالفين بعهد الله.. نادرين.. واهبين حياتنا لمصر".
أحمد صلاح الدين طه
dedalum.info@gmail.com


 
 لا تنس الاشتراك على قناتنا على يوتيوب وصفحتنا على فيس بوك لمتابعة الأحداث المستقبلية. من هناااااا


avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم