وظائف خالية

بإغلاق قناة تن.. أحدهم بات سعيداً

بين صفوح نعماني ومحمد بيومي.. لعنة البقاء في الظل
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
الشعب يفضل الرؤوس معلقة على المشانق

بإغلاق قناة تن.. أحدهم بات سعيداً


  قبل عدة سنوات كنت أحد العاملين في قناة التحرير التي صارت فيما بعد قناة (تن تي في) بعد بيعها، أو انتقالها من مالك لآخر، وكان مالك القناة حينها كلما رأى وجوهنا أظهر تبرماً وتأففاً، وضيقاً لا شأن لنا به، لكن الرجل كان يتمنى أمامنا -بصوت عال لا شبهة فيه- اليومَ الذي يستطيع التخلص فيه من القناة، بصرف النظر عن السبب الذي جعله رغماً عنه يشتريها، بطاقمها، وخسائرها، واللغط الدائر حولها بسبب مصادر تمويلها أو تمويل مؤسسيها، بعيداً عن كل ذلك؛ كانت القناة كأي قناة فضائية خاصة في مصر عبئاً عليه، مصاريف شتى تثقل كاهل استثماراته الأخرى، ولا عائد استثمار من أي نوع؛ الجميع يعرف أن عائد الإعلانات وهم لا صحة لتأثيره في أي قناة تليفزيونية، ولا يمكنه بحال تغطية الخسائر، لذلك لم يكن عندي شك عندما علمت باستطاعة هذا المالك بيع القناة أن الرجل بات هانئاً ليلتها لأنه أخيراً استطاع وضع الحمل، والتخلص من الأعباء.
  اليوم أيضاً، أدرك أن شخصاً أو أشخاصاً، أو مؤسسة ما باتت هانئة؛ فقد تخلصت للأبد في خطوة قاصمة لظهور البعض من قناة تن، ولم يعد عليها تحمل أي خسائر أو هموم إدارة، وسياسة، وغير ذلك، خاصة والواضح أن الإدارة رتبت لذلك منذ فترة، وإن كان القرار مفاجئاً للبعض، لكني أراهن أنه لم يكن مفاجئاً لملاك القناة، وأعتقد أنهم رتبوا جيداً لهذا اليوم بحيث لا يكون لأي من العاملين أي حقوق موثقة يستطيعون ملاحقة المالك الذي وضع رحاله واستعد لنوم مرتاح البال والضمير دون قلق يعكر أحلامه السعيدة.
  من إذا بات قلقاً، مهتماً.. مَن "شال الشيلة"؟
  أعتقد بعض العاملين، خاصة من لا دخل لهم إلا من هذه القناة، أي لا يعملون في التليفزيون الرسمي أو إحدى القنوات الأخرى، ولا أعتقد أن عددهم كبير جداً، وربما هذه مشكلتهم الأساسية؛ فلن يستطيعوا إيصال صوتهم، وسيتجاهلهم الجميع، كما يقول المثل لن يحصلوا "حقاً ولا باطلاً"، فمن يمد يده لهم؟ لا أظن أحداً يفعل؛ لأن جميع الأيدي في الماء، وليس من يده في الماء كمن يده في النار.
  قلبي معهم، لكن ليستقيم الأمر لا بد أن نعيد ونزيد: العمل في مجال التليفزيون، الإعلام ليس شيئاً جيداً للدرجة التي يتصورها البعض، ليس عملاً مستقراً، ومن يعملون في هذا المجال ليسوا سعداء كما يتصور البعض ممن يتقاتلون للحصول على وظيفة فيه.. السوق يزداد سوءا على سوئه يوماً بعد يوم، الفرص تقل، والأعباء تزيد، قناة تن/التحرير لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فمن يعمل في أي قناة أخرى عليه اليوم قبل غد أن يراجع عقده مع القناة ويقرأ بنوده جيداً، ويرى ما يعد حقاً له فيتشبث به ويحاول تأكيده قبل أن يأتي عليه اليوم الموعود، وعليه أن لا يتأخر في الالتحاق بالنقابة المهنية المختصة، لعلها تكون بوابته الأخيرة للنجاة، خاصة وأن بعض القنوات الخاصة حذرت، ومنعت بعض منتسبيها من التقدم للالتحاق بنقابة الإعلاميين -مثلاً- وتلك مقدمة، وعنوان لجواب لا يطمئن، أما من كان لا يملك عقداً كما تفعل معظم القنوات؛ فعليه أن يبحث عن عمل آخر من الآن.




avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم