وظائف خالية

جات الوزارة تفرح..

شخص من مارس يحبه الناس
Total online: 4
Guests: 4
Users: 0
إلا أماني زكي

جات الوزارة تفرح..

 
  تماماً، مثلها مثل الحزينة التي (جات تفرح) في المثل الشعبي الشهير؛ لم تجد وزارة الإعلام لها مطرحاً.. على الأقل في نظر العقلاء. الذين لم يشغلهم تماماً اللغط حول أهمية عودة وزارة الإعلام، أو جدوى إلغاء الهيئات الإعلامية، أو إن كانت هذه الهيئات أثبتت فشلها فعلاً، وما يصاحب ذلك من آمال أو أوهام وتطلعات.
  مع اختلاف التوجهات و الأفكار عن الوزارة، أو الوزير الذي ينتظر الكثيرون وصوله انتظار المخلص أو المهدي أو البطل الذي سيزيح عنهم كل مشاكلهم، سواء العاملون بماسبيرو الذين يرتقبون تحسنا في مكانتهم التي عايشوها دهراً، وافتقدوها سراً و جهراً. وأيضاً يتوقعون، أو يحلمون بتحسن مالي، بعد أن جمدت أجورهم لسنوات، وهو أمر مستبعد كلياً في الوقت الراهن. كذلك بالنسبة لمن ينتظرون ضبطاً للمنصات الإعلامية، وربما تهذيباً للمشهد الإعلامي، أو الذين يرغبون في خدمة إعلامية مميزة، وحقيقية.. الجميع يحلمون.
  لماذا؟!
  ببساطة لأن الوزير القادم لن يكون صفوت الشريف بنفوذه وسلطانه المعروف، ولن يكون أكثر من الوزراء الذين تلوه، والذين حدث انهيار ماسبيرو، وفوضى الإعلام في عهدهم، وتحت نظرهم. على غير رغبتهم، ودون أن يستطيعوا فعل أي شيء حياله.
  أيضاً، الوزير لم يكن أبداً وجوده ضمانة لأي شيء من أحلام المسؤولين أو الإعلاميين، وحتى الجمهور، مرت فترات على ماسبيرو دون وجود أحد في مكتب الوزير، أو مكاتب رؤساء الاتحاد، أو رؤساء القنوات؛ دون أن يشكل ذلك أي اختلاف، ولا شعر به الموظفون، أو الجمهور.. اللهم إلا في مسؤولية إمضاء الأوراق، لتسيير الحسابات.. أي أنها مسألة توقيع لا غير؛ يمكن أن يقوم بها أي شخص، ويمكن استبدال مهامه بختامة، وكفى.
  والسؤال: هل لو عاد للإعلام وزارة، ووزير؛ سيعود لماسبيرو ما سلب منه من صلاحيات؟
  وهل ستحل أزمة الديون المتفاقمة، والتي لا تحتاج إلا لقرار سيادي لو لم يأت ستظل للأبد، بل وستتضخم؟
  أليست القضية الأهم والأعظم من ذلك، أن الإعلام بصورته التقليدية يتلاشى، والتسارع في تطور مجال الميديا لن تستطيع مواكبته أي قوانين، ولا دساتير، لا في وجود وزير، ولا في غيابه.
  الميديا، أو الوسائط التي نسميها لتغفيلنا: "إعلام"، لم تعد تحتمل أن نتوقف للبحث عن أشكال بيروقراطية مناسبة لها، ولا عن موظف حكومي بدرجة وزير. التغيير يشمل كل شيء؛ ونحن لازلنا نتجادل في أمر الصحافة الورقية، ورائحة الورق وأحبار الطباعة، أو في القنوات الفضائية، والأقمار الصناعية التي لم يعد الكثيرون يشاهدونها ويهتمون بوجودها؛ حدث أكثر من طفرة في مجال المشاهدة.. ثورات يومية جعلت حتى مواقع الإنترنت الصحفية التي يراها بعض المسؤولين بديلاً مناسباً يأملون في تفعيله، والاعتماد عليه مستقبلاً، هذه المواقع أصبحت تاريخاً، وانخفض مشاهدوها، ومتابعوها بشكل ملحوظ لأن البدائل العديدة غيرت سلوك المشاهدة أكثر من مرة لينتقل من الشاشات الكبيرة، ثم يتخطى مرحلة الحواسيب، والأجهزة اللوحية لتنتقل إلى الهواتف، التي جعلت السيادة للتطبيقات التي تتقاتل على أعين وعقول المشاهد، ولازال التطور مستمراً كل لحظه.. هل سيفرق في ذلك وجود وزير من عدمه، هل سيفيد تطويرنا لبرامج التليفزيون التقليدي في إعادة المشاهد الحديث إلى الشاشة. هل سيفيد ديكور مكلف، وإضاءة مبهرة، ونجم أو مذيع لامع، في إبهار جمهور لم يعد بالكلية يشاهد الشاشات التقليدية، ولا يعرف من برامجها إلا ما يذاع منها أو من مقاطعها على وسائل التواصل، ومن خلال تطبيقات الهواتف المحمولة في يده.
  الميديا تلهث، والتكنولوجيا تقودها، و الوقت الذي نضيعه في النقاش حول عودة الوزارة أم دعم الهيئة.. كل ذلك يبعدنا أكثر عن اللحاق بهما.. دون أن يكون لذلك التأخر أي جدوى تذكر أو ترتقب.
أحمد صلاح الدين طه
19-2-2019



 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم