وظائف خالية

أكتوبر .. يوم النصر و العبور.. أم يوم كيبور

الجمعية الجغرافية المصرية و المتحف الإثنوجرافي .. التاريخ الذي لا تجده دائماً في الكتب
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
لا تقاطع و لو سلبوك التراب

أكتوبر .. يوم النصر و العبور.. أم يوم كيبور
 

الرئيس الأسبق أنور السادات على الجبهة
قبل سنوات اختلفت مع مراسل أجنبي كنا نعمل معاً لصالح محطة أخبار عالمية.. كان مصراً أن إسرائيل هي من انتصرت في حرب أكتوبر، أو على الأقل " مصر لم تنتصر في هذه الحرب " هذه وجهة نظر لم تكن غريبة علي، لكني دون شك لم أكن أفهمها تماماً، لماذا يعظم الغربيون من أهمية الثغرة، و يعتبرونها قلباً للنصر الذي حققته المباغتة المصرية لقوات العدو التاريخي على أراضينا التي احتلها في 67.
حينها حسمت الجدل بفكرة واحدة، مع من سيناء الآن؟
قال: معكم.
قلت: إذاً فقد انتصرنا.
الموضوع بسيط، و لا يحتاج جدلاً طويلاً.

  بعدها بأيامٍ كنا نعمل على تقرير ذي علاقة بالموضوع، و بينما كنت مجتهداً في البحث عن مواد أو وثائق حول حرب أكتوبر على الإنترنت، وجدني المراسل الزميل وقد أتعبني طول البحث دون جدوى، حينها نصحني ببساطة بعدم البحث باسم المجيدة (حرب أكتوبر) قال لي إن الأفضل البحث باسم يوم كيبور، و طبعا يوم كيبور هو عيد الغفران اليهودي الذي بدأ فيه الهجوم المصري على مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي.. قال لي: "أكتبها بالعربية أو الإنجليزية، أو أي لغة شئت، ما دمت لا تعرف العبرية" ثم انصرف، و قلت بيني و بين نفسي: لمَ لا أجرب. و جربت و فوجئت بالنتيجة؛ كم مهول من الوثائق، و الصور، و الفيديوهات تغطي أحداث الحرب بتفاصيل عديدة، كما أنها متاحة مجاناً لمن يريد استخدامها، و بجودة أعلى مما نحن بحاجة إليه.. جودة أوقعتني في حيص بيص.. هل أعتمد على هذه المواد في إنتاج تقرير، و هي لا يعيبها -فنياً- شيء إلا أنها من وجهة نظر المحتل -حينها- و الذي يعرض نفسه دون شك كمنتصر.

السؤال الذي تبادر لذهني حينها، لماذا تركنا أنفسنا نحن دون أرشيف مماثل على الإنترنت، بجودة و تفاصيل لا تقل عن ما هو موجود و مروج من الطرف الآخر، لا بل من يطلب من الجهات الرسمية لدينا أي ماتريال، لا يجده متاحاً لا للاطلاع و لا للاستخدام، بل ربما بعد أن يدوخ " السبع دوخات" في دهاليز و أروقة المباني الحكومية، يقابل طلبه بالرفض أو الاستهجان، أو في أهون الظروف، توقف الاستجابة لطلبه على دفع مبالغ مالية كبيرة لا تضاهي العائد الذي سيعود عليه من صناعة تقرير تليفزيوني، أو شريط وثائقي.

  هل يجوز لنا بعد ذلك أن نتساءل: لماذا يرى العالم أننا انهزمنا؟! 
أم الأجدر بنا أن نسأل أنفسنا: لماذا نصرُّ -رغم كل نصر حققه آباؤنا يوماً- على الانهزام.
أحمد صلاح الدين طه









avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم