وظائف خالية

إلا أماني زكي

جات الوزارة تفرح..
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
تاريخك في التليفزيون المصري.. طيط

إلا أماني زكي


أماني زكي مذيعة التليفزيون

 
  سمعت من أحد الأصدقاء الموثوقين أن الوقت الذي دخَلَت فيه التليفزيون، ما كانت مذيعة لتمر من لجنة الاختبار، إلا بالواسطة، ليس لأن اللجنة كانت ترغب في ذلك، لكن لأن الوساطات كانت أقوى من أن تُعارض. إلا أماني زكي، مرت ببساطة من غير واسطة، و دون تنازلات.. سألته لماذا؟! أجاب دون تردد: "و هل يُرفض وجه بمثل هذا الجمال". فعلاً ربما كان وجهها نوعاً من التوبة؛ ولوجها مبنى التليفزيون نوع من تكفير السيئات العديدة التي مرت قسراً إلى موائد المشاهدين.

منذ عرفتها، و عملت معها و أنا أكن لها كل تقدير و احترام. تقديراً لم أعتده مع معظم المذيعات اللاتي تعاملت معهن، ربما بسبب أمراض المهنة المعتادة فيهن: التكبر و المكابرة، و نسبة النجاح لأنفسهن مهما كان دورهن ضئيلاً فيه، و إلصاق إخفاقاتهن لفريق العمل مجتمعاً أو مفصلاً حتى لو كان ضلوعهن فيها جلياً.. بصراحة أشياء كثيرة تمنعني من امتداح أيهن لا شكلاً و لا مضموناً فالشكل آخره مساحيق تجميل و إضاءة، و المضمون أوله لآخره وهمٌ يفترينه أو يُفترى بهن، إلا قليلات جداً لا يمكن إنكار براعتهن و تأثيرهن المباشر في نجاح العمل، لا يمكن التغاضي عن أرواحهن الراقية التي لم تلوثها مساحيق التجميل، و لا أكلحها بريق الضوء.. تأتي أولهن في ذلك أماني زكي و الباقيات الصالحات معدودات.

  أماني زكي تحمل وجها فيه من علامات الحسن أصناف، في نظرتها بريق عيني كارينا كابور، و في ابتسامتها طيفٌ من حكمة ميريل ستريب، شيء من جمال غربي و أشياء كثيرة من طيبة امرأة مصرية أصيلة.. من حيث الملامح و الجمال هي صورة تليق بالظهور على الشاشة، و لا يملها المشاهد أبداً. أما من ناحية اللغة القويمة، و الصوت المميز فهي لا تبارى. أيضاً من حيث الثقافة الرفيعة فيكفي الاستماع إليها و هي تقرأ الأسئلة أو تناقش الضيوف لمعرفة أنها ليست مجرد صدى يردد المكتوب، بل هي مذيعة تقارن بفطاحل جيل العظماء الذين قيل إنهم لا يعوضون؛ فكانت عوضاً شافياً غير كافٍ لهؤلاء، خلفاً مثالياً لسلف مفتقد.

  كل ذلك اجتمع في شخصيتها برقي بنت الأصول، تنم عن ذلك تعاملاتها مع الجميع، حرصها على كل من حولها، تضحيتها بالكثير من ما يعده غيرها فرصاً من أجل أسرتها، بيتها و أبنائها، ثم عودتها إلى الأضواء بعدما اطمأنت عليهم.. امرأة من أصل شريف، و مذيعة من طراز خاص يندر أن تكرمنا الأيام بمثله، أو يفرزه العمل التليفزيوني.

  لكن كما تقتضي سنة العمل الحكومي بدأت تعد أيامها للخروج إلى الحياة الحرة، بعيداً عن قيود الوظيفة، و بدأنا نأسف أن التليفزيون سيحرمنا من ذلك الوجه الصبوح يطالعنا كل أربعاء عند تصوير برنامج ملامح، و ليتنا كان بيدنا من الأمر شيء، لما تركناها تغادرنا و ترضخ لما يسمونه سن المعاش، لكن عزاءنا أنها تتركنا و هي في قمة تألقها المهني، حسناء بهية ذكية، مثقفة، تشرف أي محطة تليفزيونية تعمل لصالحها، و أظنها لو رغبت في الاستمرار ستجد العديد من القنوات الخاصة التي لا تخضع لضوابط البيروقراطية مرحبة بإطلالتها، و نحن هذه المرة كمشاهدين في انتظار إطلالتها علينا عبر أي فضائية.. و نتمنى لها النجاح و التألق كما عودتنا.
أحمد صلاح الدين طه
13 يناير 2019  
 


أماني زكي مذيعة التليفزيون


أماني زكي مذيعة التليفزيون


 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم