وظائف خالية

لماذا نجح سينما أخرى؟!

وحل.. حوار من الأرض يصعد للسماء
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
Margelle فوهة مغربية بين حسن خرافي وخرافة حسناء



  دون شك حقق برنامج سينما أخرى نجاحاً ملحوظاً، أصبح له مكان، ومكانة بين البرامج النظيرة في مصر والعديد من الدول العربية الأخرى، التي صار سينمائيوها ينتظرونه ويدعمونه ويرحبون بشغف بالظهور فيه، بل ويبادرون إلى ذلك، كل هذا خلال زمن -ربما ليس قصيراً جداً- لكنه زمنُ زخمٍ في البرامج السينمائية المتخصصة أو التي تدعي ذلك.

  السؤال: لماذا نجح سينما أخرى وصعد نجمه براقاً على هذا النحو؟!
  الإجابة طبعاً تحتوي العديد من التفاصيل، تفاصيل الصنعة المتقنة بدءاً بالإعداد الجيد، والإخراج المتقن، صورة جميلة ومونتاج دقيق، مذيعة ذات طلة متميزة وحضور رائع.. عناصر العمل جميعها متوافقة وفيها جهد مبذول بإخلاص وتفان شهد له الجميع رغم محدودية الإمكانيات التي صارت مشكلة في وسائل التليفزيون عامة كما نعرف جميعاً.. كل هذا جيد، لكنه ليس البرنامج الوحيد الذي استطاع تحقيق هذا، ولازال الكثيرون من التليفزيونيين خاصة في التليفزيون المصري الرسمي يعانون من أن (شغلهم مش متشاف)، فلماذا؟!

  أعتقد أن الإجابة الأولى هي التميز، التمايز الذي لازالت تؤمن به القناة نفسها قناة نايل سينما التي قررت ولازالت صامدة كقناة للسينما، وليس قناة أفلام، قنوات الأفلام كثيرة، وهي نوع من اثنين إما قنوات تصرف الملايين لشراء الأفلام بل وإنتاجها خاصة أن كثيراً منها تتبع شركات إنتاج وتوزيع، والنوع الثاني هو قنوات بير السلم كما اصطلح على تسميتها، والتي تسرق الأفلام، وتعرضها بجودة متناهية السوء، وتستمر كذلك حتى تغلقها الجهات الرسمية فتفتح بمسمى جديد، نوعان كلاهما لا يمكن لقناة نايل سينما التي تتبع التليفزيون المصري العريق أن تتمثله، فكانت منذ البداية قناة سينما لا قناة أفلام؛ قناة تناقش وتحلل، تغطي الفعاليات السينمائية حتى أطلق عليها قناة المهرجانات، وهي الوحيدة في هذا على مستوى الوطن العربي، يلجأ إليها صناع السينما، ودارسوها ومحبو هذا الفن الجادين ليجدوا ضالتهم في تميزها واختلافها.

  كما كانت نايل سينما مختلفة؛ كان سينما أخرى كذلك، بينما أصبحت برامج السينما هذه الأيام تتعقب النجوم وتستقتل من أجل أخبارهم وفضائحهم، ولقاءات تدعي كل القنوات وجميع المعدين والصحفيين أنها حصرية رغم أننا جميعاً نعرف أنها منظمة بواسطة شركات الإنتاج التي تدعو إليها كل من هب ودب، نحى سينما أخرى منحى بعيداً، إذا كانت السينما صناعة وتجارة، فقد اهتمت جميع البرامج السينمائية بالتجارة، بالنجوم وشباك التذاكر، واهتم سينما أخرى بالصناعة، لأنه اختار التخصص في نوع من السينما لا يجد مساحة لعرضه سوى في المهرجانات أو العروض الخاصة التي يحضرها القليلون جداً رغم ما تضمه هذه النوعية من الأفلام من فن خالص، وذائقة خاصة.

  اهتم سينما أخرى بنجوم الظل، صناع السينما؛ مما جعل حلقاته غنية بتفاصيل مهنية يقدرها عشاق الفن السابع الذين لا يجدون ضالتهم إلا فيه، تحد جعل سينما أخرى أشبه بامتحانات الثانوية العامة في الأربعينات من يحصل فيها على خمسة وأربعين من مائة ناجح وله مكان في كلية مرموقة، أيام كانت كل الكليات مرموقة، بينما صارت برامج النجوم أشبه بالثانوية الحديثة، امتحاناتها في مستوى الطالب العادي، ومن يحصل على مجموع كبير يقارب المائة لا يجد كلية مناسبة تقبله لا في المعمورة ولو في أقصى بقاع المعمورة.


  سينما أخرى اهتم بالأفلام الروائية القصيرة، وبالأفلام التسجيلية، وبالسينما المستقلة، والسينما الطليعية أو كما يطلق عليها التجريبية، اختار السينما الأخرى وترك للبرامج الأخرى الصراع لاستجلاب النجوم واستدرار اللايكات والشير.. سينما أخرى اختار التميز؛ فأقبل عليه جمهور متميز.

  كل عام وصناع سينما أخرى، وضيوف سينما أخرى الذين هم أيضاً صناع تميزه، وجمهور سينما أخرى الذي أثبت أن مقولة: "الجمهور عاوز كدة"، ليست سيئة على الإطلاق.
أحمد صلاح الدين طه
16 سبتمبر 2020
dedalum.info@gmail.com
 









avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم