وظائف خالية

للتليفزيون المصري.. حل بدون حل أذان وسط البلد في مهرجان دندرة للموسيقى والغناء بقنا
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
بوستر مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. تغيير مفاهيم من السعودية تتغير إلى صورة السعودية تتغير



  بما أننا مثلنا مثل غيرنا مترقبون، منا القلقون -بزيادة شوية- والمعتدلون، بنسب مختلفة الكل حائر؛ فتلك مسألة أكل عيش، والتجربة علمتنا: "عُضَّ قلبي ولا تعض رغيفي"، إذاً؛ وبما أن المسألة "دخلت في الجد". دعونا نراجع أنفسنا ونعرف ما لنا، وما علينا.

  السبب الرئيسي في القلق أن الوافدين على ماسبيرو، هؤلاء الذين تسللوا رويدا، يزاحمون أبناء المبنى، دون موهبة أو ميزة، اللهم إلا انتمائهم لمنظومة المطور، شلته، وجماعته، هم رجاله (وحريمه)، أتباعه، وتحت طوعه. هؤلاء خطوة خطوة سحبوا من تحت أقدام العاملين البساط، ووصل الأمر إلى الترددات، الآن يمكننا الجزم أن القناة الأولى بكاملها راحت، والترددات الفضائية على الأقمار المختلفة التي تبث عليها الفضائية المصرية ستلحق بأختها.. واحدة.. واحدة.. "يا واش يا واش" كما يقول أصدقاؤنا الاسكندرانية، وبانتظام بدأ أبناء ماسبيرو ينتظمون في طابور طويل لا يجدون مكاناً تبث فيه أعمالهم، نصور اللقاءات مع الضيوف ولا نعرف كيف نجيبهم عندما يسألون: "هتذيعوا فين؟ على قناة أيه؟" أسئلة بسيطة، لكننا لا نملك لها إجابة، فالبرنامج الذي كان بالأمس على القناة الأولى أصبح مطروداً ساعة إلى الفضائية المصرية، أو القناة الثانية، أو حتى الفضائية الموجهة لأمريكا التي لن يراها أحد، لأنها أصلاً لا تصل إلى البيوت حتى في أمريكا.

  الوعود من القيادات واضحة، وإلى حد بعيد صريحة: "لن يضار أحد من التطوير" أو ما يسمونه تطويراً، لا بأس ما دام جميع الموظفين يحصلون على أجورهم كما هي، والدولة لازالت ملتزمة بدفع هذه الأجور، وهي بالمناسبة ليست مبالغ مهولة كما يتصور البعض أو يُصور الأمر لهم، ولو أحيل الموظفون للتقاعد لاضطرت الدولة لإنفاق أضعاف ما تنفقه لتسريحهم دون أن تحصل على خدماتهم التي يؤدونها الآن لها.

  المشكلة الآن هي في توفير أعمال، أو تغيير لوائح حتى يحصل العاملون أجورهم التي يحصلون عليها بالفعل، وفي نفس الوقت مع سحب الترددات لن يجد العاملون مكاناً، قناة يبثون عليها أعمالهم، مما يهدد مع مرور الوقت بالتوقف تماماً عن الإنتاج.

  لكن، لحظة.
  هل سأل أحدنا نفسه: كم من الأجيال الجديدة تشاهد التليفزيون التقليدي؟ كم منهم يجلس على أريكة ويقلب ترددات الأقمار الصناعية كما كنا نفعل قبل عشرين عاماً؟
  الإجابة المعروفة للجميع هي أن أساليب المشاهدة التقليدية تحولت، والتليفزيون التقليدي بشاشته الصغيرة يتلاشى؛ فإذا كان الأمر كذلك، وإذا كان كل التطوير الذي انخرط فيه المطورون، أو من يعتبرون أنفسهم مطورين، منصب على بهرجة الشاشة القديمة، وتقديم نفس النوعية من المنتج التليفزيوني التقليدي بوجوه جديدة، و"شوية ماكياج:، وعمليات تجميل؛ علينا ألا نتعب أنفسنا في صراع معهم، إنهم يراهنون على الماضي، الماضي التقليدي الذي يفرمه المستقبل تحت تروسه رويداً.

  دعونا إذاً نعيد توجيه طاقاتنا، فلنترك لهم الترددات، وليبدأ التليفزيون في إنتاج مادة مباشرة لليوتيوب، وإنستجرام، وتيكتوك، وفيس بوك وتويتر بنفس الميزانيات الموجودة والمنفقة فعلاً، هذه المنصات وغيرها هي الوسيلة لتحقيق إنجاز إعلامي حقيقي، والتحول إلى فاعل متفاعل.. هذه المنصات ليست إطاراً تكميلياً لعمل ترويج لبرنامج تليفزيوني تقليدي، لكنها قنوات عرض أقوى من كل ترددات الأقمار الصناعية، وقدرتها على الوصول إلى المتلقي أقوى وأسرع، وأكثر انتشاراً، وفعالية، إذاً لماذا لا نستبدلها بالترددات الضيقة التي لا تسع برامجنا، وما دامت المرتبات ستدفع هي هي، لماذا نستمر في بذل الجهد في برامج لن يراها أحد؟ المسألة لا تحتاج إلا لتغيير طبيعة البرامج لتناسب القنوات الحديثة، فنقلل مساحة الرغي مثلاً في لقاءات طويلة، ونهتم بالمعلومة ومصادرها، وجمال العرض وبلاغته، وهي أشياء لا يغفل عنها معظم العاملين، وهم أصحاب خبرات لا يستهان بها. وإذا كنا بحاجة لدماء شابة، لماذا لا نفتح باب التطوع لعامة الشعب من أصحاب المواهب، والطلبة، وحديثي التخرج، نحن نربح الجدة والتجدد، وهم يفوزون بتحقيق مشاريعم وأحلامهم، واكتساب خبرات يبدأون بها حياتهم العملية.

  أيضاً في نفس الوقت الذي تساعدنا هذه المنصات في الانتشار والوصول إلى شريحة أعرض من الجمهور، ستكون الفرصة مواتية لتحقيق ربح من عائدات هذه القنوات، والتي يمكن أن يزيد مع الوقت لتغير الحال، ولندع المطورين في تردداتنا القديمة يرقدون في سلام.

 
أحمد صلاح الدين طه
18 فبراير 2020

dedalum.info@gmail.com
تابعونا على تويتر
https://twitter.com/DedalumTV



 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم