وظائف خالية

موسم رحيل الطيبين

وجوه الحرية حديقة.. في القاهرة
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
السينما الرقمية بسبعة جنيهات.. يا بلاش

موسم رحيل الطيبين
 


 
شعاع ضوء، ورحل:

  يبدو أنه دوره الذي ارتضاه، كشعاع الضوء، ينفذ في الظلمات فتشرق الحياة. يضيء البعضَ ويضيء للبعضِ.. يستفيد منه الجميع: من في بؤرة النور، ومن يسكن الظل، الكل يقصده، ولا يحسده لأننا لا نراه، بل نرى به. ثم نصدم عندما نفاجأ بانقطاع النور.
  محمد نبيه، صديق الجميع، والصادق مع الجميع، لم أر أحداً يذكره بسوء لا في حياته، ولا بعد أن فجعنا برحيل غير متوقع، لم يرتح له أحد إلا هو، فقد آن للفارس أن يترجل، وجاء وقت لمحارب أصيل كي يستريح من عناء الحياة، ومن جدية أخذها بها، وأمانة علقها برقبته اختياراً، فألزم نفسه بها، وتكبد مشقتها حتى وضع الحقُ عن كاهله حمله وآذنه أن يستريح.
  محمد نبيه، أطيب قلب كما اشتهر عنه نسبة لآخر وأحب برامجه عند الجميع، وربما كان ذلك أحب برامجه إليه أيضاً. كان رجلاً تستطيع الاختلاف معه، وتحب مناقشته، فهو بكل تواضع سيدفع رأيك، أو يدافع عن رأيه بكل رقي دون عنجهية أو تجاهل أو تطاول. حتى من يذكره عندما كان رقيباً على البرامج، يذكر له حكمة الإباحة، وفضل المنع كرجل مثقف في مكانه الصحيح.
  عندما كنا نخرج للتصوير، ونسافر كان أحرصنا على التفاصيل، تفاصيل العمل، وتفاصيل الود بين الزملاء باختلافهم وخلافاتهم أحياناً، وحتى بتفاصيل الصورة الجمعية، صورة الفريق كممثل للتليفزيون المصري.. كان يردد ذلك كما دأب أن يدافع عنه: "احنا صورة ماسبيرو"، وكان أحسن تمثيل لماسبيرو، وأفضل من ينوب عنه. الفارس المحب، والقلب الذي لازالت طيبته تغمر كل من قابله في حياته، ولو مرة واحدة.. الأصيل الذي رحل.. محمد نبيه.



الطيبون يغادروننا:
  لم نكد نفيق من صدمة رحيل الطيب الصدوق محمد نبيه حتى فجعنا برحيل زميل آخر، لا يقل مكانة في نفوسنا. عهدناه حسن الخلق. ودوداً، بشوشاً. يحبه الجميع من يعرفه جيداً ومن تعامل معه لمرة واحدة، فمثل هؤلاء سيماهم تسبقهم والمحبة تفوح حيث وجدوا، ويبقى رحيقها حتى بعد أن يرحلوا.. الزميل يوسف حليم.
  فجأة كما عودنا هذا الزمان، يختطف من بيننا الطيبون، الودعاء، المحبون، واحداً تلو آخر، وكأنه موسم حضورهم إلى بارئهم، وهو سبحانه وتعالى أولى بهم، فوداعاً إلى حين، والعزاء لجميع المحبين.

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم