وظائف خالية

تاريخك في التليفزيون المصري.. طيط

إلا أماني زكي
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
شرم التي في خاطري

تاريخك في التليفزيون المصري.. طيط


 

  صراحة، لا أستطيع مقاومة هذا الشعور.
  الكل مع بداية العام يحاولون مراجعة ما حققوه فيما مضى، نجاحاتهم، إنجازاتهم، و حتى خطواتهم البسيطة التي يستلهمونها لإنجازات في المستقبل القريب و غيره. لو لم أجد شيئاً يستحق لكان الموضوع عابراً، و ما فرقت. لو لم أجد ذكريات تستحق التقدير، لقدرت أني مررت بسبات عمريّ، و تخطيته، لكن ما حدث أن هناك الكثير الذي فعلته، و أنجزته دون أن يكون هناك نتائج حقيقية تبقى في ذاكرتي لأفخر بها مستقبلاً، لأن كل شيء منسوب و سينسب و سيفاخر به كثيرون.. أما أنا، ليس بشخصي لكن بصفتي كمصور و مدير تصوير في التليفزيون المصري.. لا شيء تماماً بقي، كله رايح.
  قبل سنوات عديدة، عندما انتميت لهذا الكيان، ماسبيرو؛ لاحظت أن الجميع عندما يتحدثون عن عمل (جماعي) أنجزناه يتحدثون بضمير الذات، ضمير المتكلم، كل منهم يقول: "صورت". عدا المصورين، يقولون فعلنا، أنجزنا، ذهبنا و أتينا، و في أفضل الظروف يقولون: "صورنا". مع الزمن اكتشفت أننا الوحداء الذين ليس لدينا ما نفخر به، حتى أسماؤنا لا تكتب بشكل يليق بدورنا الإبداعي في العمل، هذا إن كتبت أصلاً.
  بمراجعة ذاكرتي الإلكترونية، هاردات، و سيديهات و ديفيديهات و غيرها؛ وجدت كماً هائلاً من المخزون، ماتريال، صور، أفلام وثائقية و فيديوهات و برامج، و صور، إيميلات و رسائل شكر.. أشياء عديدة من قنوات و شركات و وكالات و مراسلين أو منتجين عملت معهم، كل ذلك، أشياء عديدة تدعو للفخر، و تشجع على تحسين الأداء، و لاشيء إطلاقاً من التليفزيون المصري، و في الواقع لا شيء أيضاً من أي قناة مصرية فضائية عملت لصالحها - و بالمناسبة ما يقال عن التليفزيون الرسمي المصري ينسحب أيضاً على الفضائيات الخاصة، الجميع يعرف أنها لا تزيد عن كونها مستنسخات مصغرة من التليفزيون الكبير، بكل ما فيه - هذا رغم أن كم ما أنجزته لقنوات أجنبية لا يساوي شيئاً أمام ما بذلته و يبذله الزملاء لصالح بيتهم الكبير ماسبيرو الذي لا يشكر أحداً رغم إخلاصنا الشديد في التعامل معه معاملة أعضاء العائلة الذين يفنون أنفسهم، و ينكرون ذواتهم، لكن لابد أن يجيء يوم يحتاجون كلمة شكر، لا يستجدونها.
  لماذا أتحدث عن المصور، و تحديداً المختصين بالتصوير الخارجي، أولا لأنني منهم، ثانياً لأن لهم دوراً إبداعياً لا يقتصر على العمل الفني (التقني) فهم يقومون بما يقوم به أي مدير تصوير سينمائي مثلاً في الأعمال الوثائقية، و معظم العناصر الإخراجية في التصوير الخارجي متروكة للمصور، أي أننا لسنا أمام تقني ينفذ أوامر المخرج - الصورة التي يرددها السذج، و خبيثي النوايا لأسباب أوهى من أن نتناولها - بل إننا أمام مبدع أصيل، يتخطى دوره كل دور آخر مهما علا صوت صاحبه، أو ذاع صيته ليطغى على من حوله. أيضا، و ثالثاً نحن أمام صحفي، يتميز عمله عن أي عمل صحفي آخر في أنه الباحث، و المصدر.. شاهد أي خبر دون صورة، و هي فكرة لا توجد أصلاً في غير القنوات المحلية، ثم حاول تذكره لو استطعت، و لن تستطيع.. شاهد أي مذيع توك شو، و اسمع رغي ضيوفه في الاستوديوهات لساعات، ثم قارن قوة ذلك بفيديو واحد لا تتعدى مدته ثوانٍ يشاهده مشاهد من خلال أي وسيلة، حتى لو داخل التوك شو ذاته، ثم حادثني بعد ذلك عن دور المصور، و أهميته.
  المصور، هو مصور، و مدير تصوير، و مخرج، و صحفي جامع أخبار، و مصدر للأخبار أيضاً.. في كثير من القنوات التي عملت لصالحها كنت بديلاً لفريق عمل كامل، أصور و أمنتج و أبث، و حتى أتولى الأعمال الإنتاجية و الإعداد، ليس فقط لتقارير أو ما شابه، بل لبرامج كاملة بكل محتواها، و كلها أعمال يستطيع القيام بها معظم المصورين في التليفزيون المصري نظراً لتخصصهم الدقيق في الإنتاج التليفزيوني. لازال مخرجون ذائعو الصيت يعترفون كيف تعلموا الإخراج من مصورين بأسمائهم.. المصور وحدة إنتاج كاملة، لو انطلقت ما نافسها أحد، لكن الشعور المحبط بعدم التقدير، لا مادياً و لا معنوياً مثير لسخط ليت المسؤولين عن بيتنا، ماسبيرو لا يتركوه يتفاقم أكثر من ذلك.
أحمد صلاح الدين طه
 1-1-2018   

 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم