وظائف خالية

نهاية عصر الرينج هل سيكون حسرة إضافية للمصورين صيد العصاري.. وحدوتة ريس البحر الذي علمنا الكار
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
هل توجد سينما سودانية؟

أحمد صلاح الدين طه





  اعتدنا نحن العرب عامة أن نتحسر على ما نسميه الزمن الجميل، على اعتبار أن الزمن مزاجات ومشارب، وأن هناك زمن حلو وآخر حادق، وثالث (مِزز حبتين)، وكأن أحدنا لم يَبرز يومًا ويصارحنا أننا نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا، وعلى ذلك كلما ظهر منجز جديد سارعنا بمعاداته على أساس أن كل جديد صدمة قد تحجب عبق الماضي الذي لا نرى جمالا إلا فيه.


  تسريبات من شركة كانون عن تصميم جديد للعدسات هي بصدد تطبيقه قد يغير كلياً مفهومنا عن العدسات، وتحديداً ضبط الفوكس وربما الزووم. التصميم الجديد يبرز العدسة كاسطوانة شبه مصمتة وليس حلقات متداخلة، وهو ما يعني أن نفقد للأبد حلقات ضبط الفوكاس والزووم وفتحة العدسة، التي عاشت معنا دهراً، بل هي أساس الشكل المعتاد للمصور -سواء مصور الفيديو أو الفوتوغرافيا الثابتة- الذي أصبح أيقونة بيد تقبض على مقبض الكاميرا (Hand Grip)، واليد الأخرى يبرز منها أصبعان في وضع الاستعداد لتحريك حلقة الفوكاس (ضبط الوضوح)، هذه الصورة الذهنية قد تنتهي تماما باعتماد كل ذلك على شاشة رقمية في جانب العدسة، وغالباً ستنقل جميع عناصر التحكم كما هو الحال في معظم المنتجات الحديثة إلى تطبيق على الهاتف الذكي.


  تصورت أساتذتنا لو تلقوا خبرًا مثل هذا فقط منذ عشر سنين، وهم جالسون يحتسون الشاي ويتبادلون الأحاديث عن مهاراتهم في ضبط الفوكاس وتحريك الزووم وتغيير فتحة العدسة في أمكان التصوير الخارجي مع حركة الكاميرا، كل ذلك يفعلونه معًا ودون أي تسريب قد يلاحظه الجمهور.


  تذكرت كيف كنا نعتبر استخدام الخواص الأوتوماتيكية في التصوير نوعًا من قلة الأدب، لأنها لن تُقترف إلا من مصور مستهتر، ربما لا يحب عمله وغير مستعد للتفاني والإتقان، الآن كلنا نستخدم الخواص الأوتوماتيكية، حتى لو أنكر البعض ذلك، لأن الشركات نفسها لم تعد تهتم بمنتجات ذات دقة في الضبط اليدوي، أصبحوا يركزون أكثر على إمكانيات الضبط الأوتوماتيكي وتحسينها، وإدخال الذكاء الصناعي للتوسع في استخدامها من قبل المصورين المحترفين وليس الهواة فقط، بعد أن كنا نتبارى في تغيير الوضوح بين الأسطح يدوياً كنوع من الألعاب الفنية الجميلة التي يحبها المشاهد، وتبرز معان كثيرة بصرياً؛ أصبح بُعد مشوار الفوكاس (الذي يوجب تحريك حلقة الفوكاس مسافة كبيرة حتى تصل إلى النهاية المرغوبة) وغالبا لا تكون الحركة دقيقة نظراً للتأخير بين محدد الرؤية الإلكتروني والصورة الفعلية. ذلك كله جعلنا نحجم عن استخدام الضبط اليدوي إلا مضطرين، وهو من الأسباب التي اعتمدتها كانون في تصميمها المسرب الجديد؛ فهم يقولون إن لا أحد يستخدم هذه الأشياء فما الداعي لاستمرار وجودها.


  كانون تبدو بريئة تماما وهي تتحدث عن الحلقات التي لم يعد لها لزوم على جسم العدسة، لكن الواقع أنها وغيرها من الشركات مهدت طويلاً لهذه الطفرة، كي تهيئنا لاستقبال العالم الجديد دون أن نتباكى -كعادتنا- على الماضي، أو على حلقات الفوكاس في الزمن الجميل.


 
أحمد صلاح الدين طه




 
التصميم الجديد لعدسة كانون بدون حلقات فوكاس
التصميم الجديد لعدسة كانون بدون حلقات فوكاس







التصميم الجديد لعدسة كانون بدون حلقات فوكاس
التصميم الجديد لعدسة كانون بدون حلقات فوكاس


















للمزيد تابعنا على: يوتيوب .. تويتر .. إنستجرام .. صفحة فيس بوك .. واتساب .. مدونة ديدالوم .. مجموعة ديدالوم للتواصل .. موقع ديدالوم الرسمي


 

 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم