وظائف خالية

الإخوان الموشلمون وعودة نشاط فيروس الاستبداد زياد البطل وحصانة الحق سبحانه وتعالى
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
الثورة والعدالة الاجتماعية وضرورة تشكيل الحزب الديمقراطي

الإخوان الموشلمون وعودة نشاط فيروس الاستبداد


بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية


أثارني حوار أداره الأستاذ محمود سعد مساء الأمس بين الأستاذ أحمد أبو بركة ونائبة في مجلس الشعب قدمت استجوابا للحكومة حول شرعية وقانونية جماعة الإخوان المسلمين، وخلاصة القول هو الفشل الواضح للأستاذ أبو بركة في الدفاع عن ادعاءات الأستاذة النائبة التي تمثلت في عدم قانونية كيان الجماعة ومخالفتها لقوانين العمل الاجتماعي وقيامها بالنشاط السياسي على عكس قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة، بالإضافة إلى تناقض قول الأستاذ أبو بركة مع تصريحات عرضت بالبرنامج أدلى بها الدكتور عصام العريان والمتعلقة بوجود تبرعات أو مساهمات من أعضاء الإخوان بالخارج حيث نفاها الأول وأقرها الثاني.


محمود سعد يستقيل من مصر النهاردة بسبب شفيق

هل تعلم سيادتك أيها القارئ الكريم معنى كلمة "الموشلمون" في عنوان هذا المقال؟ طبعا لا. وكذلك أنا لا أعلمها.  كل ما أعلمه عنها أنها وصف لجماعة الإخوان المسلمين، أي الجماعة السرية التي لا نعلمها. ماذا تعلم عن هذه الجماعة التي تحكمنا الآن ويبدو أنها ستترسخ في مزيد من إحكام حكمها لنا. الشعب قد "انساق" للتصويت للإخوان لمجرد أنه اعتقد أنهم تميزوا عن الآخرين بأنهم "مسلمون"، ولا أرى في إسلامهم زيادة عن بقية مسلمي مصر الحبيبة، والله أعلم بالقلوب والصدور. ثم في النهاية ما للدين للدين وما للسياسة للسياسة، وكل ما يحزنني هو تعويق الثورة ومحاولة إجهاضها.

هل يعلم الإخوان الموشلمون أن المجتمع يتكون من خمس مؤسسات أساسية لا يمكن أن يعيش مجتمع دون وجود أي منها؟ تلك المؤسسات هي الحكومة، الاقتصاد، التعليم، الأسرة، وأخيرا الدين. ويضيف البعض مؤسسات أخرى كالقانون، والترفيه، والصحة.  كل مؤسسة لها وظيفة لو لم تُؤَدى اندثر المجتمع وتفككت الدولة. الحكومة (وأحيانا يقال عنها المؤسسة السياسية) هي التي تحكم، طبعا بالعدل، وهي التي تمنع قانون الغاب، وهي التي تمنع "حرب الجميع ضد الجميع"، وهي التي تسيطر وتضبط وتحقق الأمن للمجتمع. وبمعنى آخر: تحقق الحكومة المهام التالية:

1.      تأسيس المعايير ووضع القوانين.

2.      تنفيذ القوانين.

3.      حل النزاع والقضاء.

4.      توفير الحياة الكريمة لأعضاء المجتمع.

5.      حماية المجتمع من التهديد الخارجي.

أما المؤسسة الدينية فتقوم بالمهام التالية:

1.      إشباع حاجة الخضوع والأمن والتبعية والانتماء لقوة عليا بنوازع الخوف والرجاء.

2.      تفسير الظواهر الطبيعية التي لا يمكن تفسيرها بواسطة المعرفة العلمية الدنيوية.

3.      إمداد الإنسان بوسائل التحكم في العالم الطبيعي.

4.      دعم البناء المعياري للمجتمع.

5.      توفير ملاذ سيكولوجي لمواجهة مواقف الحياة العصيبة.

6.      تعزيز البنيان الطبقي السائد.

7.      المساهمة في عملية التنشئة الاجتماعية.

8.      المساهمة أحيانا في تنشيط وتشجيع التغير الاجتماعي وأحيانا أخرى في تثبيطه والمساهمة أحيانا في تنشيط الصراع بين الجماعات وأحيانا أخرى في تخفيفه.

عندما تتعدى المؤسسة الدينية حدودها وتحاول السيطرة على الحكومة تبدأ حينئذ معالم الهيمنة الدينية، ومن ثم يولد الاستبداد الديني وهو أخطر من الاستبداد السياسي. فالاستبداد الديني يحمل في طياته معالم فرض العقائد على غير المنتمين لهوية المستبد الديني. وهنا يمهد الطريق لتفكك الدولة وانهيارها، وهذا هو ما حدث في السودان وغيرها بانقسامها وصراعاتها الحالية. وإذا تسرب الاستبداد الديني إلى الحكومة كأحد المؤسسات الخمس سابقة الذكر أعلاه، يمكن أن تقوم الحكومة بإعلان الحرب على الدولة، وهنا يحدث تآكل الدولة كما تؤدي الخلايا السرطانية إلى مهاجمة  الخلايا العادية، وينقلب المكون على الكل ويؤدي إلى تدميره. الاستبداد السياسي يؤدي إلى قهر الخيارات السياسية وربما يؤدي إلى قهر الحرية الاقتصادية، ولكن الاستبداد الديني يؤدي إلى قهر الروح، وما أدراك ما الروح، تلك التي لا يعلمها إلا الله، وأما نحن فلا نعلم عنها إلا أنها الحياة.

وهكذا فعلينا نحن المواطنين الأحرار، حمايةً للدولة المصرية، أن نتصدى إلى الحكومة المستبدة بل ونمنع استبدادها قبل ظهوره، فالحكومة مخولة من جانب الشعب لتحمي الدولة بمشتملاتها سواء كانت المنطقة الجغرافية المصرية، أو الحدود المصرية، أو السكان المصريين بكامل طوائفهم وفئاتهم، أو السيادة (أي الاستقلال) المصري، وأخيرا الحكومة المصرية الصالحة. فالحكومة ليست إلا خادمة لسيادة الدولة. الحكومة هي مخ المجتمع وجهازه العصبي ولكن إذا استبد أو فسد فعلينا نحن المواطنين الصالحين أن نقيم الحجر عليه. المواطن الصالح عليه مواجهة الحكومة وليس مواجهة الدولة. لقد تخلصنا من قدسية مبارك ولن نسمح بقدسية الحاكم الديني أو غيره. ليس الثائر والمستنير والمثقف الحر الذي يعمل من أجل تنوير المجتمع وتوعيته وتحريره من الظلم الواقع عليه بخائن أو عميل أو غير وطني أو يريد إسقاط الدولة. ليست الدولة، وإنما هي الحكومة التي ترتكب الأخطاء كما فعل المجلس العسكري بمعاونة الإخوان المشلمين وما قادنا إلى ما نحن عليه الآن انتكاسة ثورية في تلك المرحلة الانتقالية بعد الثورة المنيرة.

ألا تشعر معي بحلاوة الدين والقرب من الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم فجأة تصاب بالغم عندما ينقلب الخطيب أو إمام المسجد ليسب غير الإسلاميين (اللبراليين والشيوعيين واليساريين !) أو غير المسلمين، ويتحول إلى محلل إستراتيجي كما يغمنا هؤلاء على شاشات التلفاز؟ أرجو أن يتفقه دعاة الإسلام السياسي في الدين ويتفرغوا للدعوة إن أمكنهم، أما أن ينصحونا بما لا يفعلون فهذا ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى ويكبر المقت لديه جل جلاله.

وفي النهاية، أتركك لتتعجب هذه الأخبار المتواترة في وسائل الإعلام، والتي تتعلق بأحد أكبر الشيوخ الذين تثق فيهم الحكومة بل ويثق فيهم رموز الأزهر، والذي لا نعلم ما يفعل بثروته الطائلة البالغة 2 مليار دولار المودعة في بنوك سويسرا سوى أن يشترى سيارة قيمتها مليون ونصف جنيها وقد تزوج عشرين مرة. هل هذا هو الاستغلال الأمثل لمال الله وموارد الدولة. ومع هذا فأنا لا  يهمني إن كان فلان أو علان يفعل كذا أو كذا بماله، فهو حر ومحاسب مثلنا جميعا أمام الله سبحانه وتعالى، لا يهمني ما يفعله طالما أنه لا يضرني بفرض حكم الدولة الدينية علي وعلى شعب مصر سواء بدعوته أو بدعايته.

ومرة أخرى أقول ما قلت سابقا: علينا نحن طلاب العدالة والحداثة والعزة والكرامة لشباب وأطفال مصر وشعبها البائس علينا واجب مقدس له الثواب الأعظم عند الله سبحانه وتعالى، وهو انضمام وتوحد جميع القوى الثورية السياسية والثقافية والإعلامية والشبابية والدينية السمحة أيضا لتكوين حزب واحد، وبدعم الشيوخ والعجزة أمثال العبد لله وأساتذته البرادعي وغنيم وأبو الغار وسعد هجرس وبهاء طاهر وعبد الجليل مصطفى ودراج وأحرار مصر العاملين بالخارج وجميع المستنيرين، بدعم من هؤلاء جميعا أتوجه بالنداء إلى الشباب الأحبة محمد أبو حامد وزياد العليمي ومصطفى النجار وناصر عبد الحميد وإبراهيم الهضيبي وغيرهم ما شاء الله كثيرون من نوار مصر وزهورها، حماهم الله جميعا، أتوجه إلى هؤلاء بالبدء في تكوين هذا الحزب والدعوة له، والدعوة للتبرع له وأنا أول المتبرعين بأقصى ما أستطيع، فهو عندي أهم من التبرع لمسجد أو لمدرسة أو لتعويض المعونة الأمريكية، إذ لن ينجح أي عمل خيري من مثل ذلك إلا بنجاح الثورة واستقرارها وبدء تحقيق أهدافها. وأنتم أيها الإعلاميون الشرفاء: اصمدوا في وجه أصحاب الفضائيات الظالمين، ولتكن رسالتكم إحياء الثورة وليس مجرد الوصف أو الوعظ أو محاولة دغدغة مشاعر القراء للثناء عليكم، فوالله ثوابُكم عظيم، وكان الله في عونكم، فقد عظُم قدْركم وقدَركم، فاغتنموهما، وحمى الله المجاهدين، وإنَّهُ لاً يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم