وظائف خالية

صباحي وأبو الفتوح ومغازلة حسن نافعة للرئيس القادم

هل يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر؟ (الحلقة الثالثة والأخيرة)
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
ما بين حمدين وأبو الفتوح "مِحْتارة والله؟"

صباحي وأبو الفتوح ومغازلة حسن نافعة للرئيس القادم


بقلم
 أ.د. محمد نبيل جامع
 أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
    لست من المفتونين بالأستاذ الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية المعروف، وذلك لممارسته لمهنة عالم السياسية بحرفية "السياسي"، وليس بحرفية عالم العلوم الاجتماعية، هذا من ناحية، ثم أيضا بسبب موقفه من الدكتور البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير من ناحية أخرى. يحتل الأستاذ مساحة وااااااسعة علي محطات التلفاز العديدة وعلى صفحات الجرائد الكثيرة، ومن ثم فالرجل يؤثر في مصير مصر ومصير شعبها وأفرادها الذين أنا واحد منهم. ولذلك وجدت أن أدفع هذا الأثر عن نفسي أولا وعن وطني ثانيا كما يتراءى لفهمي وتقديري. الأستاذ نافعة، مقالاته طويلة، مكررة المحتوى، لا إبداع فيها، تتبع منهج السياسي من حيث أنها لا تغضب أحدا، تعوم على الجميع، هادئة النبرة بلا انتماءات واضحة مثل صاحبها، ومع ذلك فقد فوجئت اليوم بمقالة شاذة عن هذا المنهج يبايع فيها الأستاذ نافعة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للرئاسة في مقال بعنوان "مصر تبحث عن رئيس"، اتخذ فيه الأستاذ قرارا حاسما "على غير عادته" بتأييد مبكر لأبو الفتوح للرئاسة. هذا الشذوذ عن المنهج المعتاد للدكتور نافعة يجعلني أظن إما أن الرجل يغازل من يعتقد أنه سيكون رئيس مصر المقبل، وما يترتب على هذا الغزل من أمور، أو أن الرجل يقوم بدعاية شخصية لمن يعتقد فعلا أنه أحق المرشحين بالرئاسة بعد أن أعرب عن عدم أهليتهم جميعا بمن فيهم أبو الفتوح للرئيس الصالح في نظره لمصر في المرحلة المقبلة. المرشحون الحاليون للرئاسة فيهم من يصلح لقيادة العالم وليس مصر فقط، أولهم في تقديري حمدين صباحي الذي يهمني في هذا المقال. يا دكتور نافعة، إذا لم تكن قد شاهدت حمدين صباحي يعرض برنامجه من قبل، أدعوك لمشاهدة صباحي مرة أخرى يومي الاثنين والثلاثاء على قناة س ب س وبرنامج "مصر تنتخب". المهم شاهد واحكم، فأنا على ثقة بأن صباحي يبدع بشخصيته الموهوبة في أي موقف وأي برنامج وذلك لصدقه وقيمه ووضوحه وصراحته ورباطة جأشه وتحيزه للثورة الحبيبة وشعب مصر البائس وللعلم والخبرة وعدم تلونه لأنه رجل دولة أكثر من كونه سياسيا بالمعنى الانتهازي المعروف. يَحْزَن الأستاذ نافعة لأن شروط الرئاسة استبعدت زويل والشيخ حازم أبو اسماعيل من الترشح؟ هل مجرد عالم عبقري في علم الفيزياء أو الكيمياء هو من تبكي عليه للرئاسة؟ ثم ما معرفة سيادتك بمؤهلاته السياسية لقيادة دولة؟ وأما الشيخ حازم فلا تعليق. لا يحزن الأستاذ على انسحاب الدكتور البرادعي من الرئاسة إلا لأنه "كان شخصية مؤثرة"، هل هذا كل ما تذكره للدكتور البرادعي؟ يا أخي لا تبخسوا الناس أشياءهم..... البرادعي يا دكتور ... هو بلا مبالغة من يصلح فعلا لحكم العالم وليس مصر فقط. هل كل ما تقوله عنه أنه شخصية مؤثرة؟ يا خسارة..... لقد قَسٌمْت يا دكتور نافعة المرشحين إلى ثلاث فئات: مرشحو الإسلام السياسي (أبو الفتوح ومرسي والعوا)، مرشحو النظام القديم (شفيق وعمرو موسى)، ثم فئة لم يطاوعك تحيزك الشخصي أن تسميها "مرشحي الثورة" وأطلقت عليها "تيارات فكرية متنوعة" (البسطويسي وصباحي وخالد علي) وخلاصة فكرهم ليس إلا "حرية، ديمقراطية، كرامة إنسانية، عدالة اجتماعية". تَلْبَس عباءة المصارحة وعدم الاعتبار لحسابات شخصية أو مصلحية، وكأنما تجسد المثل الشعبي "اللي على راسه بطحه يحسس عليها"، وتقول نحن في حاجة لشخصية قوية تلم الشمل وتخرج البلاد من حالة الاستقطاب السياسي والفكري، شخصية تقف على مسافة واحدة من جميع التيارات وغير منخرطة في تنظيم حزبي منغلق، وشخصية غير مرتبطة بالنظام القديم مستقيمة ونزيهة وعلى دراية بالسياسة لديها رؤية وبرنامج وقادرة على الاستفادة من كل الخبرات والكوادر وألا تكون معادية للتيار الإسلامي ولكن تعامله بندية. تقول يا دكتور نافعة، مستخلصا لرؤيتك، أنه بالرغم من تماسك الخطاب السياسي لكل من حمدين صباحي وخالد على وتجاوب هذا الخطاب مع معظم متطلبات المرحلة الراهنة إلا أن قدرة أيهما بالتواصل مع الجماهير وفوزه محدودة جدا، ثم تستبعد عمرو موسى، مرشح الاستقرار، حسب قولك، لأنه غير مؤهل لقيادة مصر بعد الثورة وسيؤدى إلى اضطرابات أكثر عنفا، ومن ثم فلم يعد هناك إلا الاختيار من مرشحي الإسلام السياسي، ووجدت ضالتك في أبو الفتوح لاعتداله ومصداقيته وقدرته على لم الشمل والتأسيس لنظام سياسي جديد. الدكتور نافعة يرى أن الإخوان المسلمين يفضلون فوز أحد الفلول لأن أبو الفتوح خطر على الجماعة وسيضعف التنظيم ويعمق الانشقاقات بداخله. أنا مع الدكتور نافعة في موقفه من عمرو موسى وشفيق، ولكن أختلف تماما بالنسبة لموقفه من صباحي وأبو الفتوح للآتي: 1. لا ينكر أحد أن أبو الفتوح مرشح يتبَع فلسفة "الإسلام السياسي"، فقد تربى وترعرع وشابَ عليها، والدلائل كثيرة آخرها تأييد السلفيين بنزعتهم التطرفية له. والسؤال : هل يصح أن يسيطر على السلطة التنفيذية بقيادة الرئيس فلسفة "الإسلام السياسي" بجانب السيطرة الحالية عل السلطة التشريعية؟ هنا تفقد مصر توازنها ووسطيتها وربما تتحول إلى "مصرستان"، والويل لنا حينئذ. 2. يقول البعض أن أبو الفتوح منشق عن الإخوان ومتحرر. من يضمن ذلك؟ هل يعتقد أحد أن أبو الفتوح = راشد الغنوشي أو = كمال الهلباوي؟ لو كان كذلك لانهال عليه الإخوان والسلفيون بالسهام والحراب والمولوتوف. 3. إذا نجح أبو الفتوح، وسيكون ذلك أساسا بسبب نزعة المصريين الفطرية للتدين ودعم الإخوانيين والسلفيين وغيرهم من المقتنعين بصحة فكرة "الإسلام السياسي" وخلط الدين بالسياسة، وهم نسبة هائلة بالمجتمع المصري، فحينئذ سيكون أبو الفتوح مدينا لهؤلاء جميعا، وسوف تنحاز استراتيجيته واختياراته لفكرة "الإسلام السياسي" التي لا تبني دولة، وإنما تروج لشكليات تافهة أحيانا أخرى. 4. برنامج حمدين صباحي للنهضة يتفوق على برنامج أبو الفتوح. انظر: أبو الفتوح لا يوافق على الضريبة التصاعدية، مع أنها تحمل في طياتها ومضمونها وغاياتها مضمون وغايات الزكاة، ركن الإسلام الثالث، "الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ." 5. يخاف الناس من أبو الفتوح بسبب توجهه الإسلامي السياسي، كما يخاف البعض أيضا من صباحي بسبب توجهه القومي أو الناصري. الإسلاميون سيضغطون على أبو الفتوح لو أصبح رئيسا وهم قوة هائلة، فأين الناصريون أو القوميون الذين سيضغطون على صباحي؟ الخطر من الإسلام السياسي أخطر بكثير جدا من الخطر من الفكر "الاشتراكي والذي لم يعد موجودا الآن بالمناسبة وأصبح ما يسمى بالطريق الثالث، طريق الوسط والفضيلة". الأول مشروع سياسي أيديولوجي أما الثاني فهو مشروع اجتماعي اقتصادي يرتكز على العدالة جوهر الحكم والأمن والكرامة. الخلاصة: دكتور نافعة، لاحظ سيادتك أنك مؤثر. إعلان رأيك تزييف لقرار الناخب المصري. إن امتناعك عن إعلان موقفك هو موقف أخلاقي. تصور أن المشير طنطاوي أو شيخ الأزهر أو مفتي الديار، والقياس مع الفارق، أعلن كل منهم عن اختياره لكررنا زفة الشيخ حازم أبو اسماعيل. لا أدري كيف تمحو هذه السقطة، ولكن المحاولة خير من الإصرار عليها. ثم عجبي في النهاية على أستاذ جامعي، ليس ذاك فقط بل ومتخصص في علم السياسة، أن يؤيد مشروع الإسلام السياسي بخلطه اللامنطقي بين الدين الحنيف والسياسة التي أنت أعلم الناس بها

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم