وظائف خالية

المصور.. عامل و لو لم يكن عضوا

تطوير التليفزيون المصرى
Total online: 3
Guests: 3
Users: 0
حروف فوق النقط؟

المصور.. عامل، و لو لم يكن عضوا


 
  في إطار الجدل الدائر بين الزملاء عن مولد #نقابة_الاعلاميين و مدى أحقية المصورين  لعضويتها.. و ذلك السؤال الساذج عن اعتبار المصور التلفزيوني عنصرا من عناصر المنظومة الاعلامية من عدمه،
تذكرت بعض المحاضرات التي حضرتها منذ ما يزيد عن ربع قرن أثناء دراستي بالكلية .. التي كان يقوم  بتنظيمها الأستاذ #الدكتور_حسين_أمين .. و الذي - بالمناسبة - أعتبره أحد أهم رموز الإعلام الأكاديمي في #مصر ..كانتا - بالتحديد - هناك محاضرتان  على ما أذكر حاضر فيهما كل من البروفيسور #عبد_الله_شليفر و هو اسم يعرفه كل من درس أو عمل في مجال الإعلام الإخباري فى مصر و العالم العربي، و الثاني هو البروفيسور #مايكل_موري الأستاذ بجامعة الينوي الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية، لا أبالغ إن قلت إن ما تعلمته في المحاضرتين، يوازي ما قد تعلمته على مدار أعوام دراستي؛ فقد أثرتا في تشكيل مفاهيمي عن الإعلام عامة، و المرئي منه بصفة خاصة، علما بانه في ذلك الوقت لم تكن القنوات الفضائية العربية قد انتشرت بعد. تعلمت كيف يمكن للمصور التلفزيوني  إيصال فكرة معينة - و إن كانت مخالفة للحقيقة - إلى عقل المشاهد دون استخدام كلمة واحدة، فقط.. الصورة، و ذلك من خلال زوايا التصوير و حجم اللقطة و غيرها، عناصر عدة لا مجال لذكرها الان. يومها ادركت مدى خطورة هذه الالة التى تجعل المتلقى يرى فقط ما تحب أنت أن يراه.
 
  من باب المصادفة أن هذه المحاضرات كانت أيام حرب الخليج الاولى .. حينها أسقط صدام حسين بعض صواريخ سكود على اسرائيل، و تابعت في النشرات تقارير التلفزيون الإسرائيلي عن الهجوم.. كان بمثابة تطبيق عملى مثالي لما تلقيته في تلك المحاضرات .. من يشاهد هذه التقارير يعتقد أن إسرائيل انهارت و دمرت كما كان يتخيل من يشاهد الحركة المضطربة و السريعة للكاميرا، ولكن لأن العبد لله كان "لسة واخد معلومة طازة"، استطعت تفسيرها ببساطة لمن حولي:
-ده شغل مصور ..
 
  يومها اتهموني أنني أفتي، لكن سرعان ما خرجت البيانات الرسمية لتؤكد ظني .. ثلاث اصابات طفيفة .. أعظمها .. كسر في كاحل ..
 
يومها أدركت أن مقولة: "الصورة لا تكذب" خدعة.. 
 
  الصورة تستطيع ان تكذب كما تستطيع أن تتجمل..
 
   أدركت أن ضمير المصور مثله مثل ضمير الصحفي  مسئول عما سيقدمه للناس.. 
 
   أدركت أنه إذا كانت الكلمة مسئولية .. فإن الصورة مسئولية اكبر..
 
  الخلاصة.. وجود المصور كعضو عامل في نقابة ما، لن يضيف و لا ينقص من دوره الإعلامي الذي لا يختلف عليه اثنين، لكن الأزمة تكمن في عدم إدراك المسئولين عن تلك النقابة الوليدة ( نقابة الإعلاميين ) لهذا الدور .. مما يوحي أنهم بالأساس غير ملمين بالقدر الكافي بماهية المنظومة الإعلامية و عناصرها ..
 
                             مدير التصوير التليفزيوني  هشام عسكر

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم