وظائف خالية

لماذا لم يقاطع الفنانون مهرجان الجونة؟! تهمة الإساءة لعقل المواطن المصري.. بمناسبة موضوع سلمى الشيمي
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
وحل.. حوار من الأرض يصعد للسماء

نجيب ساويرس

 

  القرار جاء صارماً، أو يبدو كذلك عشية انطلاق فعاليات الجونة السينمائي (أو الذي يبدو سينمائياً) بأن اتحاد نقابات المهن الفنية في مصر قرر مقاطعة مهرجان الجونة، وناشد جميع أعضائه الاتزام بالقرار، أعضاؤه يشملون أعضاء نقابات المهن الفنية الثلاث: التمثيلية والسينمائية والموسيقية.


  طبعاً غني عن التعريف أن البيان سببه إصرار المهرجان على تكريم النجم الفرنسي جيرارد دوبارديو ليس على دور معين وإنما على مجمل أعماله، وهو ما اعتدنا أن يكون تكريماً مطلقا للفنان ليس كمجرد فنان، ممثل أو مخرج؛ لكن أيضاً لكل مواقفه ومبادئه وأفكاره، وطبعاً غني عن الذكر أن الفنان المذكور اعترض عليه الكثيرون من الفنانين المصريين لأنه مطبع مع الكيان الإسرائيلي، تحيطه اتهامات بالاغتصاب!!


  أيضاً هناك قرار من عام ١٩٨٠ أو ١٩٨١ حسب ذاكرة البعض يمنع أي تعامل مع كل المتعاملين مع الكيان الصهيوني قبل تحريره لفلسطين المحتلة. القرار الذي على أساسه قاطع الاتحاد قبل عشرة سنوات في ٢٠١٠ مهرجان أبي ظبي السينمائي الذي كرم حينها مخرجة إسرائيلية ومنحها جائزة خاصة وآلاف الدولارات من أموال العرب الأشقاء، فكان الأولى أن يقاطع مهرجاناً على أرضه يسلك مسلكاً شبيهاً.


  لكن وكما حدث في أبي ظبي لم يقاطع النجوم المهرجان، سارعوا إلى السجادة الحمراء التي يعتبرها الجميع ملخصاً شاملاً لمهرجان الجونة، يومياً نقرأ ونشاهد تفاصيل الأزياء والفضائح التي تهتم معظم المواقع الإخبارية بتداولها، حتى أننا رأينا فتاة (يقال فنانة) تم تداول صورها (المثيرة على حد قولها هي نفسها عن نفسها) وبعد أن أصبح الجميع يتحدث عنها، ظهرت بعض الأخبار تتساءل من هي (فلانة) التي يتحدث عنها الجميع؟!


  هكذا هو المهرجان، الذي لم تظهر من خلاله رائحة السينما، حتى لو كان من حضروا من نقاد يتحدثون (قليلاً) في أوقات فراغهم من مُتع الجونة عن بعض الفعاليات، لكن أحداً لم يهتم إطلاقاً بها، لأن المهرجان كما اعتدنا مهرجان نجوم، والنجومية هي الجانب التجاري من السينما، المهرجانات في العادة تنشئها مؤسسات أكاديمية، أو استوديوهات إنتاج، وفي الغالب نقاد، ويكون دور النجوم هو الدعم للصناعة التي ينتمون إليها، أما الجونة فنشأ مثل بضعة مهرجانات خليجية أخرى.. أنشأته رؤوس الأموال من أجل التسويق للسياحة والعقار وغيره، فلا ينتظر منها أن تهتم بالجانب الصناعي أو الإبداعي في السينما.. حضور السينمائيين في مهرجان كهذا هو بالأساس نوع من الفسحة، وكلمة سينمائيين هنا تعني صناع السينما والنقاد الذين قد يقومون ببعض النشاط السينمائي على الهامش، أما الأساس هم النجوم، ولا أقول الممثلين، هناك نجوم كنا نراهم في مهرجان الجونة لم يظهروا في لقطة واحدة في فيلم أو حتى مسلسل.. لكنهم نجوم وتلك أيامهم.


  أما من يتساءلون كيف لا يلتزم الممثلون وعلى رأسهم نقيب المهن التمثيلية، والسينمائيون - وجل من يقومون بتغطية المهرجان من الوسائل الإعلامية الرسمية وغير الرسمية هم أعضاء بنقابة المهن السينمائية - بقرار الاتحاد،  هؤلاء الذين يطالبون بتفعيل عقوبات على من حضروا من أعضاء النقابات الفنية، خاصة بعد ما قيل في حق قرار الاتحاد بأن: "اللي عايز يحارب ياخد بندقية ويروح إسرائيل". أدعوكم لقراءة بيان الاتحاد نفسه، والذي "يناشد أعضاء النقابات الفنية الثلاث الالتزام بالقرار"؛ والمناشدة كما هو معروف لا تعني الإلزام، أي أن لا أحد يستطيع محاسبة أحد، والبيان كأن لم يكن.. بل على العكس كان الأجدى إصدار بيان اعتراض وليس مقاطعة حفظاً لماء الوجه، وليبق من يريد أن يقلع، ويبلبط في الجونة، ومن يريد أن يقاتل فليسأل صاحب الجونة إلى أين يذهب.
أحمد صلاح الدين طه
٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
dedalum.info@gmail.com
 





نجيب ساويرس






نجيب ساويرس


 





لا تنس الاشتراك في قناتنا على يوتيوب 




 
avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم