وظائف خالية

تهمة الإساءة لعقل المواطن المصري.. بمناسبة موضوع سلمى الشيمي هل توجد سينما سودانية؟
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
لماذا لم يقاطع الفنانون مهرجان الجونة؟!


تصوير حسام محمد







 
 
  للحق، ظننتها نكتة، إشاعة، ولم ألتفت كثيراً للموضوع لأنه تخطى كل منطق سليم، وبعض المناطق المختلة أيضاً، كيف تسهم جهات رسمية في تحويل الأمور العابرة التي لن يلتفت -في العادة- لها أحد من الناس العاديين الذين يهرولون من الصباح إلى المساء سعياً للقمة العيش أو اكتساباً لدراسة أو مطاردة لحلم، بقدرة قادر تتحول التوافه إلى ترندات يتخطى متابعوها الملايين وتصبح لقمة ملوكة على كل لسان!!

  بالصدفة وجدت إشارة للموضوع من أحد الأصدقاء، واعتبرته أمراً عادياً، "طق حنك" كما يقولون، نمت وصحيت فوجدت موضوع سلمى الشيمي التي قيل إنها عارضة أزياء، يملأ المواقع والأخبار.. وجدت فيديوهات لبعض المحسوبين على الإعلام، وهم يصفون كيف تسللت (البنت) إلى (حرم الهرم)، (خلسة) أي والله قالوا هكذا: "خلسة برفقة مصور"، ودفعت تذكرة: "بعشرين جنيه"، على حد تأكيد أحدهم، وهو يصف تفاصيل التسلل المزعوم، وارتكاب الجريمة العظمى: "تهمة الإساءة للأثر"، وبصراحة أول مرة أسمع بجريمة كهذه، ولولا نشرها في الصحف العريقة لظننتها نكتة.. أو استرسال في حديث بعض سكان مقاهي وسط البلد أو غُرَز العشوائيات، والسبب كما ذكر المتحدثون الرسميون في برامج الرغي (التوك شو): "لارتدائها ملابس غير لائقة في مكان أثري تاريخي"، ولم يذكر لنا أحد ما هي الملابس اللائقة؟

  هل الجريمة في ارتداء الفتاة (الترند بفضل المجلس الأعلى للآثار) ملابس مستوحاة من تصميمات أزياء المصريين القدماء مثلاً؟! وهل هذه جريمة؟!

  أم ربما الجريمة في أن التصميم لم يعجب المسؤولين، مع العلم أن ذلك ليس اختصاصهم، وليست مهمتهم.. ولا مسؤوليتهم؛ قد نتقبل ذلك في مقال يكتبه دكتور مصمم من قسم الأزياء بكلية الفنون التطبيقية مثلاً، لكن اختصاصيي الآثار والتحف ليست مهمتهم تقييم التصاميم، وتحويل زوار الآثار المصرية إلى التحقيق لأنهم فضلوا التقاط الصور أمام آثار بلدهم بدلاً من نشر صور العشوائيات.

  أم ربما الجريمة الترند أن الفتاة (مليانة حبتين)، وهذا ضد توجهات الدولة؟! لكن ألم تر الدولة موظفات السياحة، والآثار، والثقافة في المعارض الدولية وهن تروجن للسياحة والثقافة المصرية مرتديات أزياء فرعونية من مخازن وزاراتهن؟! طاب؛ هل وزنوهم قبل الصعود على الطائرة؟!!

  أو ربما الجريمة أن الفتاة ترتدي ملابس قصيرة، مع العلم أن أحداً لم يعاقب نجمات السينما والميديا على ارتدائهن ملابس أقل ما يقال عنها أنها فاحشة، بل صفق لهن الجميع وهللوا لجمالهن وأناقتهن، و(الصورة الحلوة التقدمية التي تقدمنها عن البلد)، مع العلم أن بعضهن خرجن من دولاب التحف، ويدخلن فعلياً ضمن اختصاص الآثاريين، رغم عدم تسجيلهن كآثار.

  ربما كان السبب أن الفتاة لا تحمل باسبوراً أجنبياً، لأن السائحات تزرن الأهرام، وترتدين أو لا ترتدين شيئاً، على راحتهن، أما فتاة الترند فهي مصرية، ماشية حياالله بالرقم القومي!!

  ربما أيضا كان السبب أنها، هي والمصور، لم يدفعا المعلوم؟ والمعلوم هذا هو الأمر الأكثر غرابة، المعلوم غير مفهوم، كيف تكون مسؤولاً عن الآثار فتمنع الناس -خاصة المصريين- من التقاط الصور أمام آثارهم، إرث أجدادهم، إلا لو دفعوا تذكرة لدخول الكاميرا، ورسوم للتصوير، وتصاريح من المجلس الأعلى للآثار شخصياً، وليتها وقفت على ذلك، بل تصاريح من الآثار والجهات الأمنية، وقد يطلب مستقبلاً تصاريح من هيئة البترول والمجتمعات العمرانية الجديدة ووزارة الري، وهيئة تعمير الصحاري وتبرعات إجبارية لصناديق عديدة لا مجال لذكرها، كل ذلك والآثار آثارهم، وأنت لست سوى قيَّمٍ على هذه الآثار، مهمتك ووظيفتك لا تتخطى الحفاظ على هذه وحمايتها لهم.. عقد توليك الوظيفة لم يتضمن أن الشعب المصري يبيع لك ممتلكاته من تركة الأجداد. هل يمكن فهم أن بواب عمارة يرفض دخول ملاك الشقق، أو يمنعهم من التقاط الصور داخل شققهم أو حتى أمام الأسانسير إلا لو دفعوا له رسوم صناديق البوابين؟! 
إلا إن كان البواب المذكور يهدف إلى تطفيش الملاك، ربما لجعلهم يؤجرون شققهم مفروشة، فالمفروش يدر عليه دخلاً أكبر!!

  كل هذه التساؤلات، وغيرها الكثير، ليست دفاعاً عن الفتاة، ولا أهتم بدعمها أو الهجوم عليها؛ لأن الأمر لا يعنيني كمواطن. الفكرة في تساؤل أعم: من صنع الترند، ومن حول الفتاة إلى كل الشهرة التي باتت تحظى بها، ومن يهدف إلى الإساءة لسمعة مصر.. من التقط الصورة، أم المسؤول عن مصر وسمعتها؟
 
أحمد صلاح الدين طه
dedalum.info@gmail.com
1 ديسمبر 2020

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم