وظائف خالية

كورونا يحارب الإبداع قنا التي أعاد اكتشافها مهرجان دندرة
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
عفاريت دينا الوديدي وشياطين نسمة عبد العزيز وملائكة وزيرة الثقافة



 
  كورونا، ذلك الاسم الخفيف على اللسان، العنيف في غزوه، وانتقاله، وعواقبه أصبح يهدد الأنشطة العامة جميعها في المنطقة، خاصة مع حرص الدول المختلفة وهرولتها لإغلاق حدودها كإجراء إحترازي، رغم أن الحدود لا تحده.. أيضاً قررت السلطات المختصة -قدر الإمكان- تحجيم التجمعات العامة، وكل ما من شأنه نشر الفيروس، الذي رغم كونه مجرد فيروس جديد ينضم إلى لائحة الفيروسات الضخمة التي يتعايش معها الإنسان، يأكل ويشرب بصحبتها، رغم عدائه الظاهر لها، ومحاربته الشرسة لها بالمطهرات والمضادات والمثبطات.. إلا أنه رغماً عنه يأكل معها، ويأكلها هي نفسها أحياناً.. دون أن تشكل عائقاً أمام نشاطه المعتاد، الواجب منه وغير ذلك أحياناً.

  من أكثر ما أحزننا تعاقب تعطيل أو تأجيل مجموعة مهمة من الأنشطة الثقافية.. في العديد من الدول العربية المتعطشة أصلاً لهذه الفعاليات، كما كان الأسف الأكبر من نصيب مهرجانين سينمائيين وليدين في المنطقة، مهرجان البحر الأحمر الذي أعلن بالأمس تأجيل فعالياته، ومهرجان البحرين السينمائي الذي فعل نفس الشيء قبل أيام معدودات.

  هو بدٌّ، لابُدَّ منه، كما يقال، طبعاً الظرف الطارئ على العالم كله وليس في المنطقة وحدها، ألزم الجميع الاحتياط، وكان لا مناص من اتباع إجراءات السلامة، والوقاية التي تحددها السلطات الصحية المختصة، والتي بدورها تلتزم بخطط منظمات الصحة الدولية التي تسعى جاهدة لتحجيم أثر الفيروس، وتحديد انتشاره منعاً من التحول إلى كارثة إنسانية.. لكن المحزن في الموضوع أننا تابعنا وعلقنا آمالاً عظيمة على الجهد الخارق المبذول لإنجاز هذين المهرجانين.. مهرجان البحرين الذي تطور بإمكانات محدودة نسبياً، وشغف عظيم بالسينما.. ومهرجان البحر الأحمر الذي تطور من فكرة رائدة، لمحاولة جادة لصناعة صناعة.. تأسيس مجال جديد، سوق واستوديوهات، وإبداع عمل على التوطئة له شبابُ المهرجان الطموح.. وبذلوا جهداً، للحق نعترف أنه فاق ما اعتدناه وما توقعناه أيضاً؛ أنتجوا أفلاماً قصيرة وطويلة، أسسوا مركزاً للمهرجان، ولعرض الأفلام على شاطئ مدينة جدة العريقة، رمموا أفلاماً قيمة في تاريخ السينما، عقدوا ورشات عمل، ودورات علمية وعملية تأسيسية في صناعة السينما للشباب الوطني، خاطبوا وتواصلوا مع السينمائيين والإعلاميين، من كل أرجاء المعمورة.. نظموا كل ذلك، ونفذوه باحترافية عالية، تابعناها خطوة خطوة وآخر الأمر، عندما كاد انعقاد المهرجان الرائد في مكانه، وزخم فعالياته ينعقد؛ فوجئنا كالعالم أجمع بانتشار الفيروس القاتل للإبداع.. لكن لا بأس، أدعو القائمين على المهرجان، وجلهم من المقاتلين في سبيل التنوير ونشر الثقافة في مجتمعهم أن يواصلوا عملهم، وسوف يرى النور، بل سينتشر نوره ليشع حباً، وإبداعاً رغم أنف كورونا، وألف كورونا.
أحمد صلاح الدين طه
4 مارس 2020
dedalum.info@gmail.com
 



avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم