وظائف خالية

مهمة تليفزيونية في الإسماعيلية أنا مصر.. الطريق و الطريقة
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
فلاشات ماسبيرو الحائرة

مهمة تليفزيونية في الإسماعيلية
هواة التصوير ابتكروا فكرة خروجات التصوير ليس فقط ليتعلموا التصوير لكن أيضاً ليدرسوا الحياة.. يختبروها و يستزيدوا في مجاهلها سبراً.
  نحن كمحترفين كل يوم لدينا خروجة، و كل ساعة في العمل تقدم لنا خبرات و معلومات فياضة خاصة في السفر  حتى لو كان السفرُ لمكان غير بعيد كما كان الحال في رحلتي الأخيرة لمدينة الإسماعيلية التي زرتها كثيرا قبل ذلك فقد كان دأبها أن ترعى مهرجانات عديدة مثل مهرجانها الشهير للأفلام التسجيلية و مهرجانها ذي الطابع العالمي للفنون الشعبية و غيرهما، كما كانت مصيفا شعبياً باقتدار و مشتى و مصدراً لا يضاهى لأفضل أنواع المانجو يملأ المصيفون سياراتهم بها و هم عائدون إلى القاهرة كما يؤمها خلق كثيف من جميع المحافظات لجلب كنوز المانجو الطيبة.
  هذه المرة تعلمت أشياء هامة، تعلمت أن لا شيء يبقى على حاله، و تعلمت أن لدينا كنوزا سياحية لكن ليس علينا الآن أن ننفق أموالنا القليلة أصلاً على الدعاية لها فلن يأتي سائح ليزور ثكنة عسكرية مفتوحة.
  أول ما صدمنا في المدينة أن النزل الفندقي الشهير الذي طالما استضاف فرقاً رياضية شهيرة أصبح في قلب معسكر للجيش أو بدا كذلك لنا، دخلناه بتصريح و أصيب الجندي المكلف بالحراسة بحالة غريبة لمجرد معرفته أن معنا كاميرا كأنه لا يدرك أننا كفريق عمل تليفزيوني لابد أن يكون معنا على الأقل كاميرا واحدة. فوجئنا بالجنود المدججين بالأسلحة الرشاشة يتخذون وضع الاستعداد، لا نعرف لماذا؟! فيما توجه زميلهم الذي يحمل قاذف صواريخ( آر بي جيه) ليعمر سلاحه بقذيفة تبدو لمدنيين مثلنا مصدراً للرعب و ليس القلق فقط.. كل ذلك من أجل كاميرا؟
رفضوا بشكل قاطع السماح بمرورنا إلى مقر إقامتنا، مما اضرنا للرحيل و البحث عن وساطة من المسئولين بالمحافظة الذين تفضلوا مشكورين بمخاطبة قادة بالقوات المسلحة تفضلوا هم أيضاً بإصدار الأوامر لدخولنا مقر الإقامة أخيراً بعد التأكيد علينا ألا نصور شيئاً خلال الطريق و زيادة في الحرص دفعوا سيارة تأمين أمامنا تحمل على ظهرها عددا من المقاتلين ذوي الهيئة المفزعة بأبدانهم الضخمة و عتادهم و ملابسهم السوداء و الأقنعة تغطي وجوههم كل هذا كي لا نصور شيئاً رغم أنه لا شيء في الطريق يغري بتصويره: ممرٌ غير معبد و أسلاكٌ شائكة و بعض الكتل من الرمل و الصخور و ربما مهملات أعمال إنشاء و بين حين وآخر طائرٌ يحلق قريباً أو بعيداً دون تصريح.
  طبعاً أنا لا أعترض على التأمين و لا أراه مبالغاً فيه خاصة و هناك سفن عسكرية من جنسيات عديدة و بخاصة الأمريكية منها تعبر القناة و كما قال لنا أحد أبناء المدينة : لا بد من تأمين هذه المقاتلات، لأنه لو ألقى عليها أحد" زلطة" فتلك مصيبة.. "الأمريكان قطتهم جمل" كما قال لنا.
  لكن بما أن الحال كذلك، لا بد أن ننسى لسنواتٍ قادمة فكرة عودة السياحة.. لا يمكن أن نقنع الناس بأن إعلانات "ويلكم تو إيجيبت" على القنوات المحلية يمكن أن تعيد السائحين، و لا يمكن أن نخطط لتكون السياحةُ رافداً إقتصاديا في الفترة الحالية خاصة على محور قناة السويس الذي لا أظنه سيكون عنصراً مهماً في اقتصادنا خلال السنوات القليلة المقبلة لأن الأولوية للأمن و لن يتغير ذلك قبل استقرار المنطقة و لا أقول مصر. حينها عندما نتمكن من ترك السائحين و المواطنين و مصوري الصحف و القنوات التليفزيونية يخرجون كاميراتهم و يصورون كل شيء دون أن يشعروا أنهم قلقين أو أنهم مصدرٌ للقلق. حينها يمكننا أن ندعو السائحين بكل ثقة و سوف يأتون.

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم