وظائف خالية

مسابقة إبداع.. و الزمن الذي لازال جميلاً شرم التي في خاطري
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
هل يستحق المصور التليفزيوني أكثر من راتبه؟

مسابقة إبداع.. و الزمن الذي لازال جميلاً

 
  هم ليسوا كاذبين، أولئك الذين لازالوا يترحمون على الزمن الجميل، و زمن الإبداع الجميل، زمن اكتشاف المواهب، و أيام تنمية المواهب، أولئك الذين يضربون كفاً بكف و يقولون: " فين أيام الفنانين العظام؟ فين أيام الدولة المنتجة للأعمال الفنية العظيمة؟ فين أيام قصور الثقافة، و اقتفاء أثر المواهب الفتية؟".
ليسوا كاذبين، لكنهم فقط لم يتابعوا و لم يروا، ذلك الزخم الإبداعي، و الوهج التنويري القادم من قلب الدولة و محور اهتمامها و مستقبلها المنشود.. مسابقة إبداع التي ولدت بطموح كبير، و تطورت عاماً بعد عام، لتكشف أن الأجمل لم يأت بعد، و الأفضل لازال ممكناً.

  سبع دورات من مسابقة ضخمة بكل ما تعني الكلمة من معان، و دورة جديدة هذا العام أضافت بعداً أصيلاً يؤكد أن الطموحات لن تنتهي، و ما مضى كان "مسح زور" و الوجبات الشهية قادمة على موائد الفن و الإبداع، قادمة ليس من الجامعات فقط كما كانت الدورات العادية للمسابقة، لكن هذا العام من مراكز الشباب التي أضافت مساحة جديدة من الأعمار، و المستوى الإبداعي؛ فبعد أن ثبتت للمسابقة مكانة هامة في حيز عمري محدود جداً، هو محور شباب الجامعات الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشر و العشرين، تأتي مرحلة عمرية جديدة، تمتد إلى الخامسة و الثلاثين، أي أنها مواهب تدخل مرحلة النضج، لكنها ربما لم تفز بعد بأضواء تكشف بريقها، و تضعها في مكانها الصحيح، الذي يليق بها، و تليق به في وطن صاعد من غفوة للأسف طالت في انتظار لبنات و أحجار البناء الأصيلة من طين واديه العتيق، و صخور جباله و صحاريه الصلدة.

   أجمل ما رأيته في هذه المسابقة، لم يكن اهتمامها بالشباب فقط، فثمة مشاريع، و مؤتمرات تتحدث عن الشباب و إليهم، الأجمل في هذه المسابقة أنها تعافر لتصل إلى الشباب الحقيقي في أقاصي مصر، صورتنا التي سعى البعض لتجميلها، بوضع مساحيق، و شد الوجه، و حقن سائر البدن ليبدو بمواصفات ليست مثلنا، و لا تشبهنا، ربما كانت لهذه الأفكار، و هذا الأسلوب وجوده أو أهميته، لكن الأجمل في إبداع أنها بدلاً من عمليات التجميل قصيرة العمر، سعت لتحسين النسل.

  إبداع، ليست مسابقة، و لا برنامجاً تليفزيونياً، بل ذلك مشروع ثقافي استحق بجدارة مكانته، و ليس أدل على ذلك من أن المشروع لا ينتهي بوقت المنافسة، بين الفائز و الخاسر، بل امتد ليستقطب المواهب الجادة، و يرعاها، يوفر لها فرصة الإعلان عن نفسها بعد أن ساعدها للخروج من بيضة كنَّتها طويلاً. كل ذلك يتم فقط بإمكانات الدولة و بالتعاون بين وزارة الشباب التي أدارت بكفاءة منظومة ضخمة لرعاية الشباب، و الهيئة الوطنية للإعلام، التي لا يغيب عن أحد رعايتها الإعلامية للبرنامج، الرعاية التي يحسب لها أنها لم تتعامل مع المشروع، و كأنه فرصة تجارية، و أداة لكسب المال، و نافذة للإعلان و استنزاف الحدث اقتصادياً، الأمر الذي كانت لتسعى له أي محطة فضائية لو أوكل لها هذا الحدث، على العكس تعامل التليفزيون المصري الرائد مع الحدث على أنه مستقبل وطن.

  كل الشكر للفريق الضخم الذي تولى المسؤولية في إبداع بمهارة منذ كان فكرة، و حتى شب عن الطوق و أصبح قيمة و قامة، ربما ذكر الأسماء في هذا الصدد يعتبر إخلالا بحقوق كل صاحب لبنة في هذا الصرح، لكن لابد من تحية الراعي وزير الشباب و الرياضة الدكتور أشرف صبحي الذي استكمل بكل إنكار للذات مشروعاً بدأه سابقه، و هي سنة جديدة علينا، تشير إلى رقي فكري و إيثار لمصلحة الوطن، أيضاً لابد من تحية الدكتورة أمل جمال سليمان دينامو المشروع الذي لا يهدأ، و التي صار الشباب يتعاملون معها كأخت كبرى، بل و أم، ينصاعون لتوجيهاتها الصارمة بكل حب، و لا أنسى المنتج التليفزيوني، المخرج أسامة غريب الذي أدار بكفاءة فريقاً تليفزيونياً ضخماً لإنتاج نجاح جماعي لا يرضي شخصاً بل وطناً.
أحمد صلاح الدين طه   
 




 

 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم