وظائف خالية

البرادعي وجائزة نوبل الثانية البرادعي في ثوبه الجديد رؤية شخصية
Total online: 3
Guests: 3
Users: 0
" ولي العهد" الرئيس المنتظر وجزر القمر


البرادعي وجائزة نوبل الثانية

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية


هل يصدأ الذهب؟ وهل تموت الروح؟ لا هذا ولا ذاك. لم يكن إعلان الدكتور البرادعي خبر انسحابه من احتمالية الترشح لرئاسة الجمهورية بعد الثورة الينايرية المستنيرة إعلانا عن صدأ الذهب أو موت الروح. ذلك لأن الصدأ والاندحار من خصائص العناصر الوضيعة والأجساد الحيوانية.

أنا هنا لن أبكي هذا الخبر، وأفعل ما فعله المنافقون من أمثال ما رأيته يوما من الأيام عندما استلقى على الأرض أحد الموظفين المنافقين المنتفعين أمام سيارة رئيس هيئة زراعية كانت تضم ثلاثة عشر شركة كان قد نقل من منصبه حيث كان يبكي هذا المنافق ويقول لهذا الفاسد (رحمه الله) "لمن تتركنا يا ولي نعمتنا" إلى أن جره الحاضرون من أمام السيارة. منظر يجمع بين الفساد وأسه في مشهد غير أخلاقي يجسد صورة الشرك الأصغر، ذلك المرض الذي أصاب الكثيرين من ضحايا هذا الشعب بدرجة تفوق السرطان والفيروس الكبدي والفشل الكلوي، وهو مرض يتعجب الإنسان له حيث يصيب الطبقات العليا والحاكمة أكثر مما يصيب الشعب الفقير، ولله في خلقه شئون.

لقد قال العالمان العظيمان "كرونوفيت و شيرك" أن العلم سريع الربحية، والذي يفضل الكتمان والسرية، مثل العلوم الحديثة المتعلقة بالصباغة والعطور وغيرها هو صاحب الفضل الأوحد فيما يتمتع به العالم من منتجات هذا العلم. ولكن ما كان لهذه المنتجات أن تتواجد لولا علم بحت أو أساسي عظيم هو الذي يهيئ لما بعده. فقد هيأت اكتشافات كبلر Kepler   لاكتشافات نيوتن Newton   والتي هيأت بدورها للفيزياء الحديثة بآلاتها البخارية، والكهرباء، ولجميع الأصول الأخرى لثرواتنا الهائلة فى عصرنا الحاضر. وكذلك ما كانت اكتشافات كبلر لولا مبدأ المخروطيات الهندسية. وما كانت لاكتشافات الفمتوسكند لأحمد زويل والبيولوجيا الجزيئية أن تحدث دون تلك الاكتشافات السابقة.

وبجانب الملحوظة العلمية السابقة، والتي أعتذر للقارئ عن جفافها أعتذر له للإشارة إلى ملحوظة علمية تاريخية أخرى مفادها أن المعاصرون لـ "كبلر" من أصحاب العقول الفذة أمثال ديكارت Descartes    وباسكال Pascal   كانوا قد توقفوا عن دراسة "الهندسة" إذ قالوا أنها كانت غير مفيدة على الإطلاق......فالعلم الحقيقي كما رآه هؤلاء الأفذاذ هو بالتحديد دراسة الأشياء غير المفيدة (ويقصدون بها العلوم البحتة أو الأساسية)، إذ أن دراسة الأشياء المفيدة (العلوم التطبيقية) سوف تدرس دون معونة الناس العلميين. أما انشغال الأفذاذ بدراسة العلوم التطبيقية المفيدة فهو إهدار لعبقرية هؤلاء الأفذاذ تماما كما لو كنت تشغل الآلة البخارية بحرق الماس وليس بحرق الفحم.

الثورة الينايرية المستنيرة لم تكن صنيعة البرادعي بقدر ما لم تكن الفيزياء الحديثة صنيعة نيوتن. كانت ثورة يناير صنيعة تاريخ استبداد وقهر أدى إلى توتر شعبي هائل، ضاقت به صدور الفقراء قبل الأغنياء الشرفاء، عبر عن هذا التوتر وأطلق زفراته شباب مصر الطاهر الحبيب بمطالبه وأيديولوجيته البسيطة "عيش حرية عدالة اجتماعية"، وأطلق حركة أكثر من عشرين مليونا من شعب مصر الصابر، بعد غباء النظام السابق في مواجهة الأزمة التي انتهت بالثورة المستنيرة التي غيرت وجه التاريخ في منطقتنا بل وفي العالم كله إن شاء الله.

قام البرادعي في هذه الحركة التاريخية بدور نيوتن في صناعة الفيزياء الحديثة التي كانت وراء التقنيات المعاصرة الهائلة. لم يكن لهذا التوتر أن تنطلق زفراته من صدور الشباب والشعب المصري لولا حركة البرادعي وتحديه للنظام الدكتاتوري السابق ولولا رؤيته لما يجب أن تكون، بل وتستحقه أم الدنيا وشعبها العظيم من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية. انطلق البرادعي في حركته مع شباب مصر يدفعه ويحفزه، ولا يقوده كالخراف، ولكن قامت عليه خفافيش الظلام وسباع الجيفة وأطلقت السهام والرصاص وهو يستقبل ما لا يقوى عليه الرجل الأخضر أو حتى كنج كونج نفسه. لم يمت البرادعي كما مات الرجل الأخضر أو كما مات كنج كونج، ولكنه ارتأى موقعا أكثر مناسبة وأكثر فعالية يحقق من خلاله أهداف الثورة الينايرية الحبيبة لشعبه وشبابه وأحفاده.

لقد كتبت في البرادعي ما يستحقه من قبل ولن أوفيه حقه مهما كتبت من بعد. وإذا كان القارئ راغبا في استطلاع بعض المعاني التي يستحقها هذا المناضل العظيم فليبحث في جوجل تحت كلمتي "البرادعي وجامع". أما الآن فأنا أعلن وأرجو أن يعلن شباب مصر معي الوعد باستمرار العمل مع الدكتور البرادعي وبقية شرفاء السياسة والإعلام وسكان القرى والعشوائيات أن نناضل ونستمر من أجل استكمال الثورة الجميلة، تلك الثورة التي ستمحو من مصر إن شاء الله، وقريبا بحساب التاريخ المعاصر، كل أذيال الرجعية والجشع وعبدة الدنيا وزيفها الدنيء، ومن خلال قلمي البسيط هذا أود أن أسطر ترشيحي للدكتور البرادعي لنيل جائزة نوبل للمرة الثانية على ما مكنه الله سبحانه وتعالي من دفع وإنتاج وتحريك لأعظم ثورة في تاريخ مصر، وسيعلم أجيال المستقبل مدى صدق هذه الكلمات الواقعية غير الحالمة عندما نرى أطفال مصر وقد بدت عليهم نضارة أطفال العالم المتحضر، ونرى الشعب المصري وهو منخرط في أشرف عبادة لله سبحانه وتعالي الإيمان والعمل الصالح.



مزيد من الفيديوهات >>> هنا اضغط


avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم