"السعفة الذهبية" تبكي صانعها.. محمد الأخضر حامينا يرحل تزامناً مع تكريم "وقائع سنوات الجمر" في مهرجان كان
24 May 2025
"عميد عائلة سعد" يقدم برنامجاً علمياً جديداً بالتليفزيون المصري.. ودكتورة داليا بركات تنتقل إلى كرسي المذيعة في "كلام في العلم"
Total online: 1 Guests: 1 Users: 0
محمد قبلاوي يتسلم جائزة الثقافة لمدينة مالمو 2025 في احتفال رسمي
- في مفارقة القدر المؤثرة، السينما الجزائرية والعالمية تودع قامة فنية خالدة، وشاهدة على أمجاد "كان" العربية والأفريقية
الجزائر، الخميس 23 مايو 2024 – في يومٍ وُشحت فيه شاشات مهرجان كان السينمائي الدولي بإشراقة من التاريخ، أغمض المخرج الجزائري الكبير محمد الأخضر حامينا عينيه إلى الأبد، ليرحل عن عالمنا عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاماً، في منزله بالعاصمة الجزائرية. مفارقة القدر الحزينة هي أن رحيل أيقونة السينما هذا، جاء بالتزامن مع عرض تحفته الخالدة "وقائع سنوات الجمر" (Chronique des années de braises) ضمن فعاليات "كلاسيكيات كان" (Cannes Classics)، في نسخة مرممة بتقنية 4K، وكأن المهرجان أراد أن يلقي عليه تحية أخيرة، في لحظة وداعٍ لم تكن محض صدفة.
حامينا، الذي وُلد في مدينة المسيلة (M'Sila) بالجزائر وتلقى تعليمه في فرنسا وتونس، لم يكن مجرد مخرج، بل كان رائداً حقيقياً ساهم في تأسيس السينما الجزائرية بعد الاستقلال. كرّس حياته لفن السابع ككاتب سيناريو ومخرج ومنتج وحتى ممثل، مكرسًا أعماله لسينما مقاومة للاستعمار والامبريالية، وللثورة.
اسمه محفور بأحرف من نور في سجلات "كان" التاريخية، فهو صاحب "السعفة الذهبية" (Palme d'Or) الوحيدة التي حصدها فيلم عربي وأفريقي حتى الآن، وذلك عن فيلمه الملحمي "وقائع سنوات الجمر" عام 1975. كما نال جائزة "أفضل عمل أول" (Best First Work) عن فيلمه "ريح الأوراس" (Le Vent des Aurès) عام 1966. لم يكتفِ بذلك، بل نافس في المسابقة الرسمية لـ"كان" أربع مرات بأفلامه: "ريح الأوراس" (1966)، "وقائع سنوات الجمر" (1975)، "الخروج الأخير" أو "الصورة الأخيرة" (La Dernière Image) عام 1986، و"ريح الجنوب" (Vent du Sud) عام 1987، إلى جانب عرض فيلم "غسق الظلال" (Crépuscule des Ombres) في برنامج "كلاسيكيات كان" عام 1990.
كان محمد الأخضر حامينا يعتبر عميد الفائزين بـ"السعفة الذهبية" الذين كانوا على قيد الحياة، وشكل جسراً ثقافياً مهماً بين الحضارات، ليصبح بحق صوت "العالم الثالث" وبلاده لعقود طويلة. وقد جاء تكريمه الأخير في "كان" بعرض "وقائع سنوات الجمر" - الذي تم ترميمه بدعم من "السينماتك الفرنسية" (Cinémathèque française) و"مؤسسة تكنيكولور" (Technicolor Foundation) وبدعم من المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة (CNC) - ليمنح لحظة وداعه بعداً أسطورياً، كأن روحه كانت تنتظر لتشهد آخر إشراقة لتحفته الفنية على الساحة العالمية قبل أن تخلد للراحة.
رحل حامينا بجسده، لكن أعماله ستبقى منارة تضيء دروب السينما العربية والعالمية، وذكراه ستظل حية في قلوب محبيه وكل من آمن بقوة الفن في سرد الحقيقة والاحتفاء بالذاكرة. هو فارس السينما الذي ترجل، لكن صدى "وقائع سنوات الجمر" سيظل يتردد عبر الأجيال، شاهداً على أن الفن العظيم لا يموت أبداً.
- في مفارقة القدر المؤثرة، السينما الجزائرية والعالمية تودع قامة فنية خالدة، وشاهدة على أمجاد "كان" العربية والأفريقية
الجزائر، الخميس 23 مايو 2024 – في يومٍ وُشحت فيه شاشات مهرجان كان السينمائي الدولي بإشراقة من التاريخ، أغمض المخرج الجزائري الكبير محمد الأخضر حامينا عينيه إلى الأبد، ليرحل عن عالمنا عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاماً، في منزله بالعاصمة الجزائرية. مفارقة القدر الحزينة هي أن رحيل أيقونة السينما هذا، جاء بالتزامن مع عرض تحفته الخالدة "وقائع سنوات الجمر" (Chronique des années de braises) ضمن فعاليات "كلاسيكيات كان" (Cannes Classics)، في نسخة مرممة بتقنية 4K، وكأن المهرجان أراد أن يلقي عليه تحية أخيرة، في لحظة وداعٍ لم تكن محض صدفة.
حامينا، الذي وُلد في مدينة المسيلة (M'Sila) بالجزائر وتلقى تعليمه في فرنسا وتونس، لم يكن مجرد مخرج، بل كان رائداً حقيقياً ساهم في تأسيس السينما الجزائرية بعد الاستقلال. كرّس حياته لفن السابع ككاتب سيناريو ومخرج ومنتج وحتى ممثل، مكرسًا أعماله لسينما مقاومة للاستعمار والامبريالية، وللثورة.
اسمه محفور بأحرف من نور في سجلات "كان" التاريخية، فهو صاحب "السعفة الذهبية" (Palme d'Or) الوحيدة التي حصدها فيلم عربي وأفريقي حتى الآن، وذلك عن فيلمه الملحمي "وقائع سنوات الجمر" عام 1975. كما نال جائزة "أفضل عمل أول" (Best First Work) عن فيلمه "ريح الأوراس" (Le Vent des Aurès) عام 1966. لم يكتفِ بذلك، بل نافس في المسابقة الرسمية لـ"كان" أربع مرات بأفلامه: "ريح الأوراس" (1966)، "وقائع سنوات الجمر" (1975)، "الخروج الأخير" أو "الصورة الأخيرة" (La Dernière Image) عام 1986، و"ريح الجنوب" (Vent du Sud) عام 1987، إلى جانب عرض فيلم "غسق الظلال" (Crépuscule des Ombres) في برنامج "كلاسيكيات كان" عام 1990.
كان محمد الأخضر حامينا يعتبر عميد الفائزين بـ"السعفة الذهبية" الذين كانوا على قيد الحياة، وشكل جسراً ثقافياً مهماً بين الحضارات، ليصبح بحق صوت "العالم الثالث" وبلاده لعقود طويلة. وقد جاء تكريمه الأخير في "كان" بعرض "وقائع سنوات الجمر" - الذي تم ترميمه بدعم من "السينماتك الفرنسية" (Cinémathèque française) و"مؤسسة تكنيكولور" (Technicolor Foundation) وبدعم من المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة (CNC) - ليمنح لحظة وداعه بعداً أسطورياً، كأن روحه كانت تنتظر لتشهد آخر إشراقة لتحفته الفنية على الساحة العالمية قبل أن تخلد للراحة.
رحل حامينا بجسده، لكن أعماله ستبقى منارة تضيء دروب السينما العربية والعالمية، وذكراه ستظل حية في قلوب محبيه وكل من آمن بقوة الفن في سرد الحقيقة والاحتفاء بالذاكرة. هو فارس السينما الذي ترجل، لكن صدى "وقائع سنوات الجمر" سيظل يتردد عبر الأجيال، شاهداً على أن الفن العظيم لا يموت أبداً.