قد يكون الموضوع غريبا بالنسبة لنا، لكن هذا الفيديو المعنون ب "شارلي عض أصبعي" Charlie bit my finger تم بيعه بمبلغ 760 ألف دولار أمريكي بعد تحقيقه ملايين المشاهدات، وبالمناسبة لم يتصور مصور الفيديو أن يحقق الفيديو أي مشاهدات، بل على العكس لم يرغب أبدا في ذلك، كل ما هنالك أنه كان يرغب في إرسال مقطع فيديو يصور ولديه الصغيرين يلهوان معا، إلى أبيه (جد الولدين) الذي يعيش بعيدا عنهم، ولما لم تكن حينها مواقع المراسلة بالفيديو متاحة، قام بتحميل الفيديو على موقع يوتيوب، وتركه ساعات حتى يتمكن الجد من مشاهدة الفيديو وتركه عرضه عاما للتسهيل على الجد الكبير في السن والذي قد لا يجيد استخدام تكنولوجيا الإنترنت تماما، ولما عاد الوالد إلى الفيديو قصد إزالته ومحوه تماما من على يوتيوب؛ فوجئ أن الفيديو حقق آلاف المشاهدات، وصدمه عداد المشاهدات وهو يجري أمام عينيه وبشكل لحظي مما جعله يحجم عن إزالته، وحقق الفيديو ملايين المشاهدات.
أخيرا بعد عدة أعوام وبعد أن أصبح الصغيران في سن المراهقة بعدما كانا رضيعين وقت تصوير الفيديو، تم بيع الفيديو تبعا لقواعد NFT (NFTs—a way to digitally stamp an image or video and affirm its authenticity on the web) (NFTs - طريقة لختم صورة أو مقطع فيديو رقميًا والتأكيد على أصالتها على الويب)، وحقق الفيديو في مزاد علني 760 ألف دولار أمريكي وهو مبلغ -حسب الوالد- يكفي لتأمين تعليم الولدين وأخيهم الأصغر أيضا، وإيجاد عمل لهم بعد التخرج، كما يقول الوالد:"لن يضطرا إلى العمل في حانة لتأمين مصروفاتهم".
واقعة بيع الفيديو، والنمو المتسارع لبيع حقوق الفيديوهات والصور وحتى البوستات الرقمية من خلال قواعد NFT، يجعلنا نفكر جديا في نمو استفادة المصورين، وحتى مؤلفي المواد الرقمية الأخرى من أعمالهم، وحتى تويتة على موقع تويتر قد تباع بالملايين وهذا ما حدث فعلا مع أحد المشاركين في تأسيس موقع تويتر والذي باع في الفترة القريبة الماضية أول تويتة له على الموقع بما يقارب الثلاثة ملايين دولار أمريكي، وبالمناسبة لم تكن التويتة تقول أكثر من: "Just setting up my twtter".
