وظائف خالية

سيزون المصائب .. لا أعاده الله مصورو التليفزيون المصري و تصاعد الغضب
Total online: 3
Guests: 3
Users: 0
تصوير المحاكمات .. و ملاحظات قبل أن يتحول إلى فوضى

سيزون المصائب.. لا أعاده الله


بقلم
أحمد صلاح الدين طه
   ليس غريباً أن أتحدث في هذا الموضوع بينما أرى من حولي كثيراً من التفاؤل لدى الناس بشأن المستقبل؛ لكن التذكرة في هذا المقام تنفع العاقلين. 
  ربما يتساءل البعض هل للمصائب موسم أو "سيزون" بلغة أهل السوق؟

  الإجابة هي نعم، على الأقل في مصر، لا تعجب؛ أنا أيضا عجبت و أنكرت و استنكرت عندما سمعت ذلك قبل سنوات. حينها كنت أبدأ عملي في مجال الجمع الإخباري و كنت تبعاً لمقتضى المنطق أحسب أنني مقدم على عمل تؤمه الصدفة و تستدعيه المفاجأة ، لكنني للغرابة فوجئت بمن يخبرني أننا "داخلين على موسم الانفجارات" أو "قربنا على سيزون الحوادث" و هذا السيزون كان يبدأ أو يُستعد له منذ أواخر شهر أبريل من كل عام ليستمر الوضعُ ساخناً طوال الصيف و يهدأ مع دخول الشتاء.
  سألت حينها عن السبب فلم أجد إجابة شافية، لا أحد يعرف أو يفهم، لكن الجميع يتعامل مع الأمر على أنه مسلَّمة ضمن مُسلَّمات أخرى لا جدال فيها.

   حينها بدأ يراودني إحساسٌ  مؤداه أن كل فوضى حولنا يسوسها نظامٌ محكم يرغب في أن يبدو كذلك، فوضوياً، بينما للُّـعبة برُمَّتها خيوطٌ و ألْجـِمةٌ بيد من ندرك وجوده و نجهل شخصه، نتصارع حوله و نتنافس في الوصول إليه، و لا ندركه أو نفهم كنهه، ربما هو شخصٌ  يسعده أن يمارس علينا لعبة الإله، تماماً كما أحب الفراعنة قديماً هذه اللعبة و مارسوها باحتراف.
 عندما سقط النظام، أو بدا أنه يسقط بدأت و معي معظم الشعب المصري نفهم. بدأت أراجع تساؤلاتي القديمة و ألاحظ أنني عندما وجدت نفسي في شرم الشيخ أصور افتتاح بطولة البولنج، اللعبة التي لم يكن التليفزيون يلقي لها بالاً حينها، ثم أنتظر أسبوعا كاملاً بدون أي مهمة مع فريق عمل من التليفزيون الرسمي المصري و فريق آخر من القنوات المتخصصة التابعة أيضاً للتليفزيون الرسمي، لنصور فقط حفل الختام، لكن قبل صبيحة اليوم المرتقب تحدث انفجارات شرم الشيخ و التي بدأت بتفجير على بعد أمتار من مكان إقامتنا، كل ذلك لم يكن صدفة حتى لو بدا لنا حينها كذلك، تماماً كما لم يكن صدفة خلوُّ السوق القديم شبه التام من السائحين كما رأيت بنفسي قبل الانفجار بحوالي ثلث الساعة أو أكثر قليلاً و وقوع الانفجار عند موقف الميكروباص الذي يعد أكثرُ مستخدميه من الشباب المصريين، سواءٌ العاملون أو الزائرون ذووا الميزانيات المحدودة نسبياً ، و هم أيضاً الذين كانوا يملأون مقهى قريباً تركتُه قبل أقل من ساعتين-حينها- لأنني لست من هواة كرة القدم الذين بدأوا التوافد لمشاهدة مباراة مهمة.    
  لم يعد غريباً بالنسبة لنا أن من استُهدِفوا من العمليات الإرهابية في مصر كانوا بالأساس من المصريين لا الأجانب.. مما يعني ببساطة أن من قام بهذه التفجيرات كان يهدف أساساً لإدارة الداخل المصري لكن بطريقة أقل ما يقال عنها إنها خسيسة. لم تكن الدوافع الدينية مثلاً أساساً لما يحدث و إن استُغل الدين و المتشددون دينياً لإكمال الصورة الملفقة.
بعد ذلك كله ، كانت السخرية من نظرية المؤامرة و مَن يؤمنون بها الوسيلة الأنجع لإكمال مهمة الإدارة بالخوف و الغموض، لكن الناس حالياً أصبحوا أكثر إيماناً بوجود المؤامرات وراء الحوادث، خاصة ما يتعلق فيها بالدوافع الدينية، و ربما كان ذلك سبب المبادرات الداعية لتأمين الكنائس بواسطة مسلمين، و بعض هذه المبادرات جاءت من قبل جماعات من يُسمَّون  بالسلفيين و الذين اتهموا دائما بتبني منهج العنف و التكفير و استخدموا فزاعة لفئات من المجتمع المصري، أظن هذا جديراً بلفت نظر من يظن نفسه لازال ممسكاً بخيوط الحوادث أن الشعب المصري لم يعد يقبل أن يعود سيزون المصائب من جديد فإن عاد، كان الجميع مدركين أنه لم يحِلّ صدفة. 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم