وظائف خالية

الجمعية الجغرافية المصرية و المتحف الإثنوجرافي .. التاريخ الذي لا تجده دائماً في الكتب الباكي و المبكي عليه
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
أكتوبر .. يوم النصر و العبور.. أم يوم كيبور

الجمعية الجغرافية المصرية و المتحف الإثنوجرافي .. التاريخ الذي لا تجده دائماً في الكتب



  ليس كل التاريخ محفوظاً في الكتب، وليست كل الآثار مردها إلى الفراعنة، هناك تاريخٌ حيٌ، و آثار صنعها المُحدثون لا تقل أهمية عن آثار الأقدمين. يكفيك لإدراك أهميتها أن تعرف أن خرائطها كانت ضمن الأدلة التي حسمت قضية طابا، فحررتها دون نقطة دم، وأعادتها لمصر، كما أن كلمة من هذه الجمعية أسهمت في مغادرة صنافير و تيران إلى أحضان وطن جديد حديث النشأة، وهجر أحضان العتيقة مصر إلى الأبد.

  أيضاً، يكفيك لمعرفة الخطر المحدق بها أن ترى المبنى المتهالك الذي تشغله، و تعرف أنه يقع بين مبنيين لا يقلان تاريخاً و عراقة و أهمية عن مبنى الجمعية، الأول احترق عن بكرة أبيه، و قضى الشعب المصري ليلة مأسوية يتابع عبر شاشات التليفزيون هلاك المبنى الذي كانت لازالت تسكنه أرواح عظماء مصر من أساطين و أعلام ذوي العزة و السعادة و الفخامة و الفَخار.. سياسيي البلد و أعيانها.. ذلك هو مبنى مجلس الشورى القديم الذي مهما أعيد بناؤه ما استقام أن يعود كما كان.
 
 أما المبنى الآخر الذي يبعد خطوات عنه و لا يقل أهمية عن جاريه، فقد كان مبنى المجمع العلمي، الذي أشعلت فيه النار هو الآخر ليلقى نفس المصير، ويضيع الكثير من كنوزه التي أكلتها النار بفعل فاعل.

  لماذا تهون علينا كنوزنا إلى هذا الحد؟
  
  هل تساءل أحد من مسؤولي الدولة، و قادتها السياسيين و العلميين، و الاقتصاديين، عن سبب وحيد جعل الجمعية الجغرافية المصرية بمقتنياتها التي لا تضاهى، و تاريخها الذي يعود إلى عام 1875م. أي قبل أكثر من مائة واثنتين وأربعين سنة، وهي الجمعية الجغرافية الأولى خارج أوروبا والأمريكتين، والتاسعة عالمياً، كل هذا ولا تحظى بتغطية إعلامية ولا يعرفها عوام المصريين، ولا يؤمها الطلبة والرواد، وحتى عندما تبحث عنها على الإنترنت لا تجد إلا نذراً يسيراً من الصور أو الفيديوهات ذات الجودة المحدودة، هذا بينما نظيراتها في العالم، تملأن السمع والبصر، بمشروعات التوثيق، ودعم رحلات كبار المصورين الفوتوغرافيين والسينمائيين والفيديويين العالميين الذين تدعم رحلاتهم حول العالم وتدرس إنتاجهم، وتستعين بهم لدعم الباحثين والرحالة والمستكشفين، وتبث قنوات تليفزيونية وتطبع مجلات شعبية عالمية بكل لغات الأرض تقريباً. كل هذا وجمعيتنا العريقة العتيقة لا تجد دعماً حتى لترميم مبناها، مبناها الأثري الذي كان يوماً مدرسة لبنات الخديوي إسماعيل، ثم مقراً لوكالة حكومة السودان.

  بصراحة حال المبنى ومقتنياته لا أقول "إنه يصعب على الكافر" لأن الكافر بنعمة الله وفضل الوطن لن يصعب عليه أبداً أن يرانا ندمر أثراً ومركزاً علمياً هاماً مثل هذا، بالتأكيد سيجد سعادته حيث حزننا وتراجعنا وتذيلنا أهل الأمم ممن فقناهم يوماً، والسؤال أخيراً: هل خلت مصر من أمثال كليبير هانم زوجة محمد راتب باشا سردار الجهادية ( وزير الحربية قديماً ) والتي أوقفت 590 فداناً في بسيون بمحافظة الغربية، وأرضاً أخرى بحلوان، وقصراً، كل هذا للإنفاق على الجمعية الجغرافية المصرية ونشاطها العلمي، النشاط الذي أصبح حالياً مرهوناً بتمويل ضعيف من مؤسسات الدولة؟!

  هل سنتجاهل هذا الصرح - كما تجاهلنا غيره - حتى نفيق يوما أو ربما نقضي السهرة ونحن نتفرج عليه ينهار أو يحترق كما حدث مع مجلس الشورى والمجمع العلمي قبل ذلك، ثم بعد ذلك نلتفت لأهميته ولثرواته التي لا تُثَمَّن ولا يمكن أن نحييها إذا انعدمت؟!

 
أحمد صلاح الدين طه
_____________________________
هامش: زُرت الجمعية الجغرافية والمتحف الإثنوجرافي لتصوير برنامج "نفسي أكون" من برامج الطلائع بالتليفزيون المصري إعداد أسامة العجمي وإخراج حسن العسال.
 





لوحة نادرة لفنانة تدعى فتحية ذهني من رائدات الفن التشكيلي في مصر مطلع



المحمل الشريف حيث كانت كسوة الكعبة تحمل كل عام من القاهرة إلى مكة و عه



صندوق الدنيا الذي طالما أمتع أجيالا بنوع خاص من فنون الفرجة


الزفة تتقدم التختروان حيث كانت تحمل العروس















 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم