وظائف خالية

أذان وسط البلد في مهرجان دندرة للموسيقى والغناء بقنا عفاريت دينا الوديدي وشياطين نسمة عبد العزيز وملائكة وزيرة الثقافة
Total online: 2
Guests: 2
Users: 0
للتليفزيون المصري.. حل بدون حل

 

 

  قد يمر الموضوع على البعض مروراً عابراً، مرور الكرام الغافلين، أو غير الكرام المستغفلين، لكنه في الواقع ليس هيناً، وليس بسيطاً كما يبدو.

  بدأ الغناء واندمج جمهور قنا المتعطش للفن، والمترقب لمشاهيره القادمين عبر مئات الكيلومترات من العاصمة القاهرة برعاية وزارة الثقافة، تمثلها دار الأوبرا، وجامعة جنوب الوادي، ووزارة السياحة والمحافظة، ثم حان موعد أذان العشاء.. وسط صخب الموسيقى والغناء.. فتوقف الغناء، وعلا النداء بعدما أعلن عنه نجم الفرقة، ثم استراح قليلاً حتى تم الأذان ثم استأنف عمله.

  لفتة بسيطة، لكنها ذات أهمية ورسائل عديدة من المنظمين للجمهور؛ فهي إعلان لا يقبل جدلاً أن القائمين على إدارة حفلات المهرجان يحترمون ويوقرون ثقافة المجتمع، وأعتقد أن ذلك الهدف الأول لأي وزارة ثقافة في العالم، احترام الثقافة المحلية، هوية المجتمع، لا نشر ثقافات الغرب والشرق، وغرس قيمه في المواطن كما حاول البعض.. ثقافتنا، وهويتنا في المقدمة؛ حتى لا نتحول إلى مسوخ.. أشجار يابسة مهما أزهرت لا تثمر لأن لا جذور لها.

  أي شيء يعبر عن ثقافتنا.. هويتنا، أكثر من صوت الأذان؟!
  عندما يسمعه شخص أجنبي يعرف أين حل، وكثيرون من الغرباء.. سائحين ضيوفاً، يصرحون بحبهم لسماع الأذان، الصوت الذي دأب السينمائيون العالميون جعله في الخلفية عندما يعبرون عن حلولهم بلداً عربياً، خاصة مصر، وعاصمتها مدينة الألف مئذنة.

  أيضاً، هي رسالة للجمهور المحلي أن الفن ليس مخالفاً للإيمان، ليس منفصلاً عنه.. والفنان ليس شخصاً لاهياً ماجناً يضرب بالقيم عرض الحائط، المفهوم الذي اعتقده البعض ووصل بنا لممارسة أشكال من الفن الذي يسمى هابطاً وهو أقرب لممارسة الرذيلة.. فن المواخير والفسقة.

  لفتة قد تبدو بسيطة، لكنها فعلاً تصل مباشرة لقلوب الجمهور، وتصنع جسراً من الثقة والتفاهم بين المواطنين المحليين، والمهرجان الوليد، غير أنها ضربة مباشرة تدق عنق التطرف والتشدد والتعصب بكل صوره، لأنها تعلن عن أرض وسط بين الدنيا، والدين، بين الاستمتاع بالحياه، والحياة بعدها.
تحية للمنظمين والرعاة.
أحمد صلاح الدين طه
1 مارس 2020
dedalum.info@gmail.com
 





 

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم