وظائف خالية

مصائب صوت القاهرة عند التليفزيون فوائد هل يستحق المصور التليفزيوني أكثر من راتبه؟
Total online: 1
Guests: 1
Users: 0
هل المصورون مسؤولون عن سقوط هيبة الموت؟

مصائب صوت القاهرة عند التليفزيون فوائد


صوت القاهرة للصوتيات و المرئيات و الهيئة الوطنية للإعلام

 
 ليس هذا الحديث تباكياً على صوت القاهرة للصوتيات و المرئيات، الشركة التي يعود تاريخ تأسيسها الأول للموسيقار الراحل محمد فوزي، أنشأها باسم مصر، لتكون ( مصر فون ) عام 1954، ثم أممتها مصر منه بعد صدور قوانين التأميم عام 1961، و حولتها إلى شركة اسطوانات صوت القاهرة عام 1964، و بعد ذلك أصدر وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف قراره بتأسيس شركة صوت القاهرة للصوتيات و المرئيات عام 1977 على أساساتها، لتتحول منذ ذلك الحين لواحدة من أكبر شركات الإنتاج الدرامي و الديني، و الغنائي، غير الأوبريتات و خلافه.. أشياء لا تنسى لأنها أصبحت جزءاً هاما من ثقافة المنطقة العربية عموماً، و مصر خصوصاً.. تكفي أشرطة كبار المقرئين المصريين الذين تربينا و نشأت أجيال عديدة على تلاواتهم.. يكفي ما أنتجته الشركة و وزعته من تفاسير الشيخ الشعراوي الذي أثر أكثر من عظماء آخرين من المشايخ و العلماء، و كان لأعمال صوت القاهرة فضل عظيم لازال ممتداً في توزيع و نشر هذه الأحاديث.. يكفي ذلك فما بالنا بالأعمال الدرامية المحترمة المتنوعة، و الأعمال الغنائية التي تطرب لها النفس و تحيي الوجدان في أوان نحن الأشد حاجة فيه إلى تمثلها.

  رغم كل هذا التاريخ الثري، لا أكتب اليوم تباكياً على الشركة، بل التفاتاً لفائدة عظيمة استفدناها نحن في التليفزيون المصري من حلها.. كما يقولون، لازال نصف الكوب عامراً.. عامراً بالفنيين و الموظفين المهرة المخلصين و الجادين الذين أحدثوا انتعاشة ملحوظة في صفوف الهندسة الإذاعية و التليفزيون منذ حلوا وافدين بين أهلهم مرحباً بهم. 
  كنا في التليفزيون و لازلنا نجابه نقصاً حاداً في الفئات التي تعمل بيدها، رغم كل ما يشاع من أن العمالة في التليفزيون مبالغ فيها، و العمل يمكن أداؤه بعدد أقل، و كل ذلك للحق أفكار مشوشة لأناس يتعاملون بالأرقام، و يبدو أنهم لا يجيدون تحليلها معتمدين أرض الواقع مقياساً؛ فكانت النتيجة وقف التعيينات منذ سنوات طويلة للتخلص من الزيادة، و الزيادة العددية رغم أنها واقع، لكن يجب الأخذ في الاعتبار نوعيتها؛ فبينما يعاني الهيكل من تضخم في أعداد الإداريين، و المنتسبين إلى الأمن و ما إليه، يعاني أيضاً نقصاً حاداً في أعداد الفنيين و المونتيرين، و المصورين، و غيرهم من كل من يعمل بيده. نحن على سبيل المثال كمصورين أصبحنا نتحمل أضعاف أوامر العمل المكلفين بها، و نتنازل عن الحصول على أي إجازات و لو مرضية، و نطبق أكثر من وردية في اليوم، و كل ذلك مع عدم الحصول على أي مقابل مالي، و لا حتى شكر معنوي، فقط لأن هناك شاشة نؤمن أنها يجب أن تستمر، و نؤمن أنها بيتنا الذي نضحي من أجله دون مقابل حتى و قد أصبحنا نعاني جميعا من الإجهاد و أمراض العمل الشاق.
  وسط هذا وجدنا بصيصاً من الأمل في الفنيين و السائقين الذين انضموا إلى العمل قادمين من صوت القاهرة، التي نأسف لما أصابها، لكننا نسعد بمن جاؤوا منها، كلهم نشاط، و دأب، و محبة للعمل، أشهد لهم بالكفاءة و الإخلاص.. أشهد أنني استفدت من دأبهم هذا و أصبحوا يداً معينة يعتمد عليها، و أشهد أنهم بثوا روحاً جديدة رائعة وسط زملائهم ممن سبقوهم في التليفزيون و الهندسة الإذاعية، روحا جعلت العمل أكثر تنافساً و إتقاناً.
  و في النهاية، ليت صوت القاهرة شملت مصورين، ليكونوا أهلا للترحيب بيننا اليوم، و يساهموا معنا في الأعباء التي تتزايد يوما بعد يوم. أو على الأقل ليت المسؤولين في الدولة، أو مجلس النواب يتبنوا استصدار استثناء للمصورين حديثي التخرج من الكلية ليلتحقوا بالعمل و لو بعقود مؤقتة، فما أحوج التليفزيون اليوم لشباب يحيي العمل به، و يسد العجز الذي يمكن في المستقبل القريب أن يصبح مشكلة تقوض الهيكل.
أحمد صلاح الدين طه   
 
 
صوت القاهرة للصوتيات و المرئيات و الهيئة الوطنية للإعلام

avatar

الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
 

لنشر مقالك هنا.. اضغط اللنك 


إذا لم تكن عضواً في ديدالوم سجل الآن، اضغط هناااا

 
    أضف خبرًا فنيًا         أكتب مقالا على ديدالوم