مرة أخرى يعود الباباريتزي و سيرتهم المخجلة إلى وسائل الإعلام ربما لم يغيبوا عن الأضواء في الغرب لكن على الأقل بالنسبة لنا في البلاد العربية لا يظهرون إلا عندما تحدث مصائب تتعلق بهم مثل ما حدث إبان التحقيقات في مقتل الأميرة ديانا في نفق بمدينة باريس ، و أشارت أصابع الاتهام إليهم حتى لو لم يكونوا ضالعين عمداً في قتلها . الآن يعودون إلى الساحة بعد إقدام حكومة ولاية كاليفورنيا الأمريكية على إصدار قانون يجرم ملاحقتهم للمشاهير القانون حظي بإهتمام إعلامي واسع ، خاصة بعدما أعلنت النجمتان هال بيري و جنيفر جارنر و غيرهما دعمهن للقانون الذي في نظرهن سيحمي على الأقل أطفالهن من الذعر الذي يتسبب فيه هؤلاء المتطفلون كل هذا ما كان ليزعجنا نحن المصورون و صناع الفيديو المصريون و العرب لأن هؤلاء لم يعترف بهم أحد من المحترفين على أنهم مصورون و كم حذر أصحاب المهنة من الدخلاء فانتبهت بعض الدول لتحذيراتهم و فرضت قيوداً على الآخرين وصلت لحظر تجولهم في أوقات المهرجانات و الإحتفالات كما فرضت عليهم دولٌ أُخر الحصول على إذن من يقومون بملاحقته . لكن دولا عديدة لم تنتبه و استمرت في السماح لكل من هب و دب بحمل الكاميرا و بيع الصور مشكلتنا نحن المتخصصون في مصر و الشرق الأوسط تبدأ من حيث ينتهي الجدل الغربي ؛ تبدأ عند ترجمة كلمة باباريتزي لتصبح في العربية مصوري المشاهير و هذا غير صحيح فمعظم من يتسببون في المشاكل و المضايقات لا يزيدون عن كونهم هواة يحملون كاميرات و يطاردون بها المشاهير ، لذلك يتوجب على من يتصدى للترجمة توخي الدقة حيث أننا كمحترفي التصوير لا نعترف إلا بفئتين من ممارسي المهنة : المصورون و هذه تسمية تعني أنهم محترفون متخصصون ، و على الطرف الآخر نجد هواة التصوير و هؤلاء أشخاص عاديون لم يدرسوا التصوير و لم يحصلوا على شهادة أو ترخيص بممارسته بشكل إحترافي و حتى إذا كان كثيرون منهم يصلون درجات رفيعة من الإبداع في هذا المجال إلا أن المجتمع يجب أن يفرق و لا يحمل المصورين تبعات أخطاء أو خطايا هؤلاء
الباباريتزي شخص متطفل لا يجب أن يتحمل المصورون تبعات أخطائه
مصطلح باباريتزي و كيف نشأ
هذا الاسم مأخوذ عن شخصية باباريتزو في فيلم " لا دولتشي فيتا " أو " الحياة الحلوة "للمخرج الإيطالي الشهير فيديركو فلليني (١٩٦٠م ) و كان الغربيون من الذكاء بحيث استغنوا بالاسم عن تسمية هؤلاء المتطفلين بمصورين حتى لا تتعرض حرية ممارسي مهنة لا شك في أهميتها و حساسيتها للتقييد بسبب تصرفات بعض الأشخاص غير المسئولين الباباريتزي ليسوا ظاهرة غريبة حيث اندفاع المئات لممارسة هذا العمل الذي يمكن إعتباره غير أخلاقي يرضي غرور البعض بالبقاء في دائرة الضوء ، و يرضي أيضاً شهوة المغامرة لدى آخرين ، كما يمنح الجميع الثروات بسخاء حتى أن بعضهم أصبحوا يلاحقون المشاهير بطائرات خاصة و يخوت و غيرها ؛ لِمَ لا يفعلون و الناس يدفعون حيناً لشراء فضائح الآخرين و أحياناً لتجنب فضحهم ، و كثيراً ما يُدفع لهم فقط لتجنب تطفلهم و إفسادهم لحظات تخلي المشاهير عن مساحيق شهرتهم كما حدث عندما دفعت الممثلة البريطانية سيينا ميلر ثلاثة و خمسين ألف جنيه إسترليني لباباريتزي فقط حتى يذهب بعيداً عن منزلها
هال بيري حانقة بسبب باباريتزي
تمثال الباباريتزي في سلوفاكيا
من حق الجميع كل واحد و كل بلد و كل ثقافة أن يروا الباباريتزي كما يحلوا لهم ، من يريد أن يصنع له تمثالاً فليفعل ، و من يراه نموذجاً و حلماً من المراهقين المتطلعين لجمع الأموال و بعض الشهرة ، هذا شأنهم ، لكن ذلك لن يجعلنا كمحترفين لمهنة التصوير و كمجتمع شرقي نتخلى عن نظرتنا لهؤلاء كمارقين فاسدين لا أخلاقيين ، بقدر يكفي لنطالب المترجمين بعدم الإستسهال و نسبتهم إلينا باعتبارهم مصورين ، تستطيعون تعريب اللفظ أو استنباط لفظ عربي يقابله منعاً لإثارة الشبهات وفقكم الله و هداكم
تريللر فيلم لا دولتشي فيتا لفلليني
من فيلم لا دولتشي فيتا اللقطة الأشهر في حياة باباريتزو
ملاحقة الباباريتزي للنجمة دانييلا سيكاريللي
قس يهدد بعدم إكمال مراسم الزواج لو بقي المصور خلفه
لعبة الباباريتزي الرائجة الكل يحمل كاميرا و الجميع يستطيعون أخذ الصور
الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]